400 رسالة “واتساب” لخاشقجي لخّصت قلقه من بن سلمان

بغداد – الاعمار
نشرت شبكة “سي إن إن” الأمريكية، اليوم الاثنين، فحوى 400 رسالة للصحفي السعودي جمال خاشقجي، ضمن محادثة أجراها مع أحد أصدقائه عبر تطبيق “واتساب” قبيل مقتله، وعبر فيها عن قلقه من ولي العهد محمد بن سلمان.
وقالت “سي إن إن”: “إن خاشقحي أرسل أكثر من 400 رسالة لزميل سعودي له في المنفى، يدعى الناشط عمر عبد العزيز المقيم في كندا، وذلك خلال مدة سنة سبقت مقتله بالقنصلية السعودية في إسطنبول”.
وذكرت الشبكة الأمريكية أن الرسائل التي شاركها عبد العزيز، والتي تشمل تسجيلات صوتية وصوراً ومقاطع فيديو، ترسم صورة لرجل يشعر بقلق عميق من بن سلمان.
وفي إحدى الرسائل التي تزامنت مع حملة اعتقاء النشطاء في السعودية، قال خاشقجي: “كلما زاد عدد الضحايا أراد أكثر.. لن أفاجأ إذا كان الاضطهاد سيصل حتى إلى أولئك الذين يبتهجون به”.
وعندما اعتقد خاشقجي أن السلطات السعودية قد تعترض سبيل محادثاته مع عبد العزيز البالغ من العمر 27 عاماً، كتب: “الله يساعدنا”
وحسب “CNN”، فإن عبد العزيز يقيم الآن دعوى قضائية ضد شركة إسرائيلية مختصة بالبرمجيات، والتي يعتقد أنها كانت تستخدم لاختراق هاتفه. ويقول: “قرصنة هاتفي أدت دوراً كبيراً فيما حدث لجمال. أنا آسف حقاً لهذا القول.. الذنب يقتلني”.
وفي التبادلات اليومية تقريباً بين شهري أكتوبر 2017 وأغسطس 2018، خطط خاشقجي وعبد العزيز لتشكيل “جيش إلكتروني” بهدف “إشراك الشباب السعودي وفضح الدعاية الحكومية على وسائل الإعلام الاجتماعية”.
وقد ظهر الهجوم الرقمي، الذي أطلق عليه اسم “النحل السيبراني”، من خلال مناقشات سابقة حول إنشاء بوابة لـ”توثيق انتهاكات حقوق الإنسان” في وطنهم، وكذلك مبادرة لإنتاج أفلام قصيرة تنشر عبر الهواتف المحمولة.
وأضاف عبد العزيز أنه تلقى رسالة من السعودية مفادها أن المسؤولين الحكوميين كانوا على علم بمشروعهما، فمرر تلك الأخبار إلى خاشقجي الذي تساءل بدوره: “كيف عرفوا؟”، فأجاب صديقه: “يجب أن تكون هناك ثغرة”.
ووفقاً لبيل ماركزاك، وهو زميل أبحاث في Citizen Lab، فإن برنامج الاختراق كان يخص شركة إسرائيلية تحمل اسم NSO Group، وتم نشره بإيعاز من الحكومة السعودية.
وفي المحادثات المسرّبة، يقول خاشقجي عن بن سلمان: “إنه يحب القوة والظلم ويحتاج إلى إظهارهما، لكن الاستبداد لا منطق له”، لكن المصدر لم يذكر تاريخ أو وقت الرسالة.
وفي إشارة إلى مدى علمهما بالحالة الأمنية المحيطة بخاشقجي وصديقة، فقد كانا يتنقلان جيئة وذهاباً بين المكالمات الهاتفية والرسائل الصوتية والدردشات على WhatsApp وغيرها من المنصات المشفرة.
في مايو الماضي، قال عبد العزيز إن اثنين من مبعوثي الحكومة السعودية طلبا الاجتماع معه في مونتريال، فوافق على ذلك وقال إنه سجل سراً 10 ساعات من محادثاتهما على مدار إقامتهما التي استمرت 5 أيام.
يتحدث الرجلان بالعربية، ويشار إليهما فقط باسم عبد الله ومالك، وأخبراه بأنهما قد أرسلا بناء على أوامر من ولي العهد نفسه، متجاوزين القنوات المعتادة مثل وزارة الداخلية، وعرضا عليه وظيفة بحكم نشاطه على “تويتر” (لديه 340 ألف متابع).
وبشكل مثير للإعجاب، ذكر الرجلان أيضاً اسم سعود القحطاني، المستشار السابق بالديوان الملكي، والذي تمت الإطاحة به، بحكم أنه “العقل المدبر” لعملية قتل خاشقجي، كما تصفه تقارير.
وأضاف عبد العزيز: “أوصاني الرجلان بزيارة السفارة السعودية لاستلام بعض الأوراق، ومن المحتمل أن تكون نصيحة خاشقجي هي التي أنقذت حياتي، فقد قال لي: لا تذهب؛ فقط التقِ بهم في الأماكن العامة”.