بالصور.. رسومات وتخطيطات تجسّد مآسي الموصل بأنامل فنانين عالميين

بغداد – الاعمار
في شهر نيسان الماضي، انضم الفنان “جورج بتلر” الى الفرقة الذهبية وهي القوات الخاصة العراقية في قتال ضد تنظيم داعش بالموصل. القتال كان بالمدينة القديمة حيث الموطن الأصلي لمسلحي داعش الذين يحتجزون قرابة 200 الف مدينة كرهائن بسيارات مفخخة.
المشهد بالموصل حين الوصول لم يبعث الأمل لشعب الموصل، لذلك كان افضل تعبير عن هذه المآسي هو تخطيط مشاهد الحرب ورسمها لتتناول حجم الصراع الأكثر شيوعاً في المدينة، فضلاً عن المناطق المحررة ومخيمات المشردين داخلياً.

عبد الخالق، مدرسٌ لمادة اللغة الانكليزية، كان على بعد 20 كم من غرب الموصل، منزله دمره تنظيم داعش، تمكن من الهروب في عام 2015 وهو يعيش الان بمخيم حمام العليل مع زوجته وابنته. استطاع ان يجسد هذه المأساة الفنان جورج بتلر حين رسمه.

مصطفى الطائي، فنان تشكيليّ وصاحب متجر محلي، نزح مثل آخرين ليستقر بحمام العليل، فن مصطفى كان على الصعيد المحلي، استطاع ان يرسم لوحةً تعبر عن امرأة كانت تطلب العلاج من المتجر، لكن مسلحي داعش منعوها من شراء العلاج لعدم ارتدائها الخمار.

رسم مصطفى عشرات اللوحات حتى بدأ ادواته من الاصباغ بالنفاد، وتراكمت اللوحات في الزاوية، الرسمات اغلبها كانت عن مآسي الموصل، فهذه لوحة عن رؤوس مقطوعة والجنود معلقين رأساً على عقب على الأسلاك الشائكة.

وحين اكتشف مسلحو داعش أن مصطفى يرسم (وهذه من المحرمات لدى تنظيم داعش)، تعرض للضرب واحرق المسلحون كل لوحاته.

وفي آذار الماضي، فر اربعة من مسلحي داعش تحت نيران قوات الامن العراقية ودخلوا منزل عائلة عبد الحميد، ما هي إلا لحظات من دخولهم المنزل، حتى استهدفت غارات التحالف الدولي بغارة جوية المنزل ليكون بالارض، فقتلت الغارة الاربعة في المنزل، وتمكن حامد من الهرب مع اخوته وزوجته.

اليوم وبعد شهر، قام حامد بتنظيف مكان بيته لمعرفة ما اذا كان هناك شيئاً متبقي منه.

على بعد عشرة كليومترات جنوب غربي الموصل على طريق بغداد كانت نقطة تجمع اللاجئين، كان الشاحنة التي تقلهم، يسقط منها رجالاً، فضلاً عن المتبقين يتم التحقيق معهم.

القوات الخاصة، تحارب بقيادة الفريق عبد الوهاب الساعدي من سطح خط المواجهة غرب الموصل، مهمته كانت تحديد مواقع داعش لضربها. كان المشهد الذي يقع فيه الساعدي، استدعى الفنان بتلر لرسمه كونه الاكثر جرأة بين الضباط العراقيين واكثرهم تلاصقاً بالخطوط الامامية.

مشهدٌ آخر جسّده الفنان بتلر، هو تعرض رجل يبلغ من العمر 75 عاماً الى نوبةٍ قلبية في حمام العليل، حيث هرب مع عائلته ولم يأكل ولم يشرب منذ خمسة أيام، ومن المرجح ان يموت هنا. زوجته سميرة، شرحت الوضع البائس الذي عاشته خلال حكم تنظيم داعش وقالت لبتلر “اخبر العالم اننا نفضل الموت على أن لا نعيش هذا الحال”.