الأسدي: العراق لن يخرج من حاضنته العربية

بغداد – الاعمار
قال ضياء الأسدي مسؤول المكتب السياسي لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الخميس، إن العراق لن يخرج من حاضنته العربية، متحدثاً عن “ثمار” زيارة الصدر إلى السعودية، وفيما اعتبر أن حكومات العراق منذ عام 2003 وحتى الآن انتهجت سياسات اقتصادية “سيئة”، رأى إيران ليست “المستفيد الوحيد” من الوضع الاقتصادي للعراق.
وقال الأسدي في بيان تلقى “الاعمار” نسخة منه، إن “العراق لم يخرج أبداً في أي يوم من الأيام لا شعبا ولا حكومات ولن يخرج من حاضنته العربية”، مشيراً إلى أن “هناك ممانعة متأصلة لدى الشعب العراقي تمنعه من الانسلاخ عن هويته التي تمثل وجوده، وشواهد التاريخ كثيرة تلوح لكل ذي نظر”.
وأضاف، أن “المشكلة ليست بالدول التي تبحث عن مصالحها في العراق، المشكلة في العراق الذي يفرط بمصالحه، وفي حكومات العراق التي لا تعرف كيف تدير مصالح العراق الا من خلال الاستقطاب والتبعية”، معتبراً أن “المشكلة كذلك في السياسة الاقتصادية السيئة التي انتهجتها حكومات العراق منذ 2003 وحتى الآن، وهي عموما سياسات تخدم الأحزاب والفئات والمكونات، ولا تخدم الوطن أو أبناء الوطن، لأنها لا تقوم على أساس رؤية واضحة وخطط مدروسة وسياسات فاعلة”.
وأشار إلى أن “كل تابع لغير مصالح بلده وشعبه سيكون ذليلا مستلبا، وكل خادم لغير أهله ستضيع خدمته أدراج الرياح ولن يحصد سوى الهوان والذل، وهذا الموقف يعرفه الجميع ولا أظن أن هناك دولة أو حكومة أو فرد سيفضلون التعامل مع عبد ذليل وتابع خانع على التعامل مع قوي عزيز وطني الوازع”.
ورأى الأسدي، أن “إيران ليست وحدها من لديها مصالح اقتصادية مهمة مع العراق، وليست هي البلد الوحيد المستفيد من الوضع الاقتصادي للعراق”، ماضياً إلى القول إن “الأردن وتركيا وبعض دول الخليج لديها تبادل تجاري مهم ومؤثر مع العراق”.

وبشأن الزيارة التي أجراها الصدر إلى السعودية في العام الماضي، ذكر الأسدي أن “المصادر الإعلامية والرسمية الإيرانية تقول إن زيارة (الصدر) إلى المملكة هي شأن عراقي خاص، ولا يتوقع منهم غير هذا الموقف على المستوى الرسمي مهما كان شعورهم لأنها فعلا شأن عراقي خاص ومصلحة عراقية محض”، مستدركاً “لكن (الصدر) يرى أن حتى هذه المصلحة العراقية ستخدم استقرار العراق وإيران والسعودية، فالفلسفة التي ينطلق منها في هذا الموضوع تحديدا أن العراق والسعودية وإيران بلدان كبيرة مهمة متجاورة وهي بلدان مسلمة يمكن أن تربطها علاقات سياسية واقتصادية وثقافية متينة تنعكس إيجابا على شعوبها وعلى استقراره الأمني والاقتصادي، وأن أي توتر لا سمح الله في هذه العلاقات البينية سينعكس سلبا على شعوب هذه الدول وعلى المنطقة حاضرا ومستقبلا”.

وتابع الأسدي، “أما عن نتائج الزيارة وثمارها فقد بانت في عين الوقت الذي وصل فيه (الصدر) أرض المملكة وانفتحت آفاق كانت قد أغلقها سوء الفهم وغياب المعلومات الدقيقة وتاريخ قريب من التوتر والترقب والشكوك”، مضيفاً “قد تراءى للجميع حجم الترحيب الشعبي بتدشين العلاقة الأخوية بروحية جديدة كما تجلى ذلك في معرض بغداد الدولي وحجم المشاركة السعودية وحجم الترحيب بها، وفي مباريات كرة القدم الودية على ملعب البصرة وكيف تفاعلت جماهير العراق مع ضيفهم السعودي، وكذلك في تعامل حكومة المملكة وموظفيها مع الحجاج العراقيين بعد الزيارة مباشرة وكيف أن الحجاج العائدين كانوا يتحدثون عن استقبال مختلف وتعامل مختلف وروحية مختلفة، هذا ما فعلته زيارة واحدة لا تحمل سوى حسن النية والحب والأمل في أن روح الأخوة وما يجمعنا من مشتركات كفيلة بطي صفحات التوتر والتحسس والشكوك وبدء صفحات الوئام والتسامح والتعاون”.