الحرب تأكل (علي) و(عمر) ليس لهم علاقة بالموضوع

كتب الصحفي علي وجيه، في صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”:
عام 2006، كنتُ في مدينة الطب، مع عمّي الذي فقد ساقه، باستهداف محل الكهربائيات الذي يعمل به.
مدينة الطب، بجانب دائرة الطب العدلي، وتخيّل أنك تشمّ رائحة الجثث على بُعد مئات الأمتار، ففي وقتها كانت الجثث تتكدس في الممرات، والثلاجة قد امتلأت، بينما بقيت صور الجثث مجهولة الهوية تُعرض بـ(داتا شو) على الحائط، وأمام الطب العدلي كان هناك طابوران طويلان: طابور لسيارات الكيا، فوقها توابيت خشبية، وطابور نساء افترشن الارض، بحثاً عن مفقوديهنّ..
المفارقة أن مُستلمي الجثث، وفاقدي أحبّتهم، كانوا سنّة وشيعة..
الدليميّ كان طرفاً في حرب أهليّة، وله أشباه شيعة، آنذاك، لم تكن تلك الحرب تأكل إلاّ (علي) و(عمر) ليس لهم علاقة بالموضوع، فالموضوع بكل بساطة هو توازن رعب، وتوازن سياسة، أما (حي الجامعة) فكان ميدان صولات الدليميّ.
لم أغادر، حتى اللحظة، ما حدث في الحرب الأهلية، ما زلتُ ناقماً على جميع أطرافها، سنةً وشيعة، القتلة الذين أثخنوا المدنيين بالقتل، والسيطرات الوهميّة، ولا أتمنى إلاّ أن يختفوا جميعاً من الحياة وذاكرتي، عسى أن نعيش عاماً أو عامين بسلام!
لا شماتة بالموت، لكنني كنتُ أتمنى أن أستذكر اليوم أكاديمياً اختصاصه اللغة العربية اسمه د.عدنان الدليمي، وليس طرفاً في حربٍ أهلية لعينة، حتى الآن رائحة الجثث فيها لم تغادر أنفي ولا ذاكرتي!

– عام 2006، كنتُ في مدينة الطب، مع عمّي الذي فقد ساقه، باستهداف محل الكهربائيات الذي يعمل به.مدينة الطب، بجانب دائرة ال…

Posted by ‎علي وجيه HD‎ on Mittwoch, 3. Mai 2017