حين نستبدل إيران بالأرجنتين

محمد الوزان
بين فترة واخرى تنشغل مواقع التواصل الاجتماعي العراقية بتصريح او قضية ما , وفي هذه الايام انشغلت بتصريح لرئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي بشان المخدرات التي تدخل العراق وقال ان مصدرها الارجنتين وتدخل الى العراق عن طريق سوريا عبر عرسال.
الى حد ما لم يكن عبد المهدي مخطئا في رسم خريطة تهريب المخدرات لكن نظام الاولوية هو الذي اضحك العراقيين والمهتمين بهذه الشؤون , حيث ان المخدرات كانت وما زالت ترتع في المنطقة الحدودية ما بين العراق وايران حتى باتت المنافذ الحدودية العراقية مع ايران منطقة خصبة للتهريب.
وتناقلت مئات المواقع لقطات لمهربين ايرانيين وعراقيين يلقى القبض عليهم في تلك المنافذ , وتم اتهام جهات ذات نفوذ في محافظات البصرة وميسان وواسط وديالى بالتورط بقضايا تهريب مخدرات.
تصريح عبد المهدي الذي لم يجاف الحقيقة لكنه اغفل جانبا مهما منها كان بمثابة الصاعقة التي نزلت على متداولي اخبار تهريب المخدرات الى العراق , وتم تفسير الامر من قبل البعض بجبن رئيس الوزراء العراقي وعدم امتلاكه الشجاعة اللازمة لقول الحقيقة والتحايل الكبير من اجل تزوير الحقائق , فالحديث عن جزء يسير من محنة كبرى هو بحد ذاته نكوص عن قول الحقيقة , والامر عائد الى النفوذ الايراني في العراق والذي ينعكس بشكل سلبي على تصريحات وتصرفات اصحاب القرار في العراق .
من جانب اخر فقد اوقع عبد المهدي نفسه في حرج شديد حينما خالف تصريحات لقائد شرطة البصرة رشيد فليح والذي قال فيها ان 80% من المخدرات التي تصل العراق تدخل عن طريق المنافذ الحدودية العراقية مع الجارة ايران , والنسبة المتبقية تدخل من الكويت.
فليح هو رجل الميدان الذي تحدث وفق معطيات بحثية ورقمية في البصرة وغيرها معتمدا على افادات كوادره في قيادة شرطة البصرة وافادات المجرمين والمتهمين بهذه القضية. لكن عبد المهدي الذي لم يكن موفقا حسب كثيرين , ولم يكن على اطلاع بما يجري في البصرة , وليس لديه ادنى معلومة حول اخطر هجمة تستهدف الشباب والجيل العراقي في مدينة البصرة وغيرها وهي افة المخدرات , حيث اثبت ومن خلال تصريحه انه بعيد كل البعد عن المعطيات الحقيقية لهذه الافة. الامر الذي انعكس عليه بالسلب من خلال اتهامه بالجبن والمحاباة للجارة ايران التي قال البعض انها تمتلك القرار اللازم للاطاحة به متى شاءت بسبب وجود اذرعها السياسة المتكنة من البرلمان والقوة والسلاح في العراق.
وعليه فان الاولى بعبد المهدي ان يتاكد من دائرة المستشارين التي تحيق به وعليه ان يتخذ موقفا جديدا في التعامل مع الاحداث التي تجري في العراق والتعامل معها اما بقول الحقيقة وعدم الراوغة او بعدم قدح الاولويات , وعدم التعامل مع انصاف الحقائق.