تقرير أمريكي يكشف عن تنافس ايراني – تركي لكسب سنة العراق
بغداد – الاعمار
في الوقت الذي يقترب فيه الجيش العراقي من إستعادة السيطرة على مدينة الموصل بالكامل، تبرز تساؤلات بشأن مستقبل العلاقات بين جاري العراق تركيا وايران. فالسؤال الأبرز هو، هل يؤدي سعيهما الواضح اليوم لكسب الود السني في العراق على زيادة الاضطراب بينهما؟، وسط تحذيرات من أن هذا مسار هو تصادمي لا مفر منه في العراق.
تشعر تريكا بالقلق أزاء المكاسب التي حققتها القوات العراقية وفصائل الحشد الشعبي الصديقة لايران، لذلك ترى تركيا ايران إنها ساعية لتوسيع نفوذها في المناطق السنية وتحديداً شمالي العراق بعد تحرير الأرض من داعش.
مما يؤرق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، امكانية وجود محور سني مؤيد لايران متواجد في الحدود شمالي العراق، ويتضمن جزءاً منه عناصر حزب العمال الكردستاني.
بالاضافة الى ذلك، تعمل فصائل الحشد الشعبي بود مع القوات الكردية الموالية لحزب العمال الكردستاني، فضلاً عن دخول الميليشيات الإيزيدية على خط اللعبة لتزيد المشهد تعقيداً. ومن المرجح أن يثير المبعوث الايراني الجديد في بغداد ايراج مسجدي، المسؤول السابق في فيلق القدس الايراني قلقاً لتركيا، لان مسجدي يتمتع بعلاقات جديدة وممتازة مع مجموعات كردية عراقية.
وهذا يفسر جزئيًا الخطاب المناهض لايران الذي جاء من تركيا في الأشهر الاخيرة، في إشارة الى ان مستقبل الموصل وضواحيها بعد تحريرها من تنظيم داعش، ستكون ارضاً للأخوة الاعداء بحجة تقديم الرعاية لأهل السنة.
ويواصل اردوغان سياسته المتطرفة حين يتهم ايران بتحويل العراق الى دولة شيعية، ففي الشهر الماضي تحديداً، أشار الى ان فصائل الحشد الشعبي وهي مؤسسة حكومية بأنها مؤسسة “ارهابية”.
المراقبون يرون اتهامات اردوغان لفصائل عراقية شيعية تقاتل تنظيم داعش، هو سلسلة إدعاءات تركية قديمة تعود الى اوائل القرن العشرين، بأن تركيا كانت تسيطر على المجال الكردي وشمال العراق.
ايران من جهتها تعلم أن اردوغان لديه القدرة على استباق اي محور ايراني كردي يلوح بالأفق في شمال العراق، لذلك سارع السلطان التركي الى ارسال ما يقرب من 2000 جندي تركي داخل الأراضي العراقية، ويزكز بجزء كبير على محاربة مقاتلي حزب العمال الكردستاني المتركزين في جبال قنديل في كردستان العراق.
وتعلم ايران ايضاً، ان لانقرة نفوذاً سياسياً وعسكرياً مع عشيرة البارزاني الحاكمة في كردستان العراقي فضلاً عن عائلات عربية سنية مؤثرة في الموصل بما فيها عائلة النجيفي التي باتت ورقة محترقة اليوم.
لذلك علمت تركيا على تدريب آلاف المقاتلين السنة وقوات البيشمركة الكردية، واشار اردوغان الى استعداده لتوجيه ضربات جوية لمواقع فصائل كردية مدعومة ايرانياً، فقد ضربت القوات الجوية التركية مؤخراً مواقع في سنجار تابعة لوحدات حماية الشعب الكردي.
نظرياً يمكن ان يتوجه اردوغان الى طلب المساعدة، وليس لديه خيار سوى المملكة العربية السعودية حليفه السني الأبرز في الخليج العربي الذين لديهم مخاوف من توسع ايراني في المناطق السنية العراقية.
هذه المخاوف تكمن، لعدم وجود امكانية اقامة تحالف عسكري متشدد ومنسق جيداً في تلك المنطقة السنية، لذلك يشعر اردوغان الى حدٍ ما، ان التراجع امام نفوذ ايران، يأتي ضمن مواقف ادارة ترمب الاخيرة بشأن ايران.
الاستراتيجية التركية في التحالف مع السعودية لها مخاطر تركية بالنهاية، فالخبرة الايرانية في شن حرب غير مباشرة خيار تتميز به طهران على الرغم من أن الجيش التركي تعلم الكثير من التمرد المسلح منذ عقود حين كان يشتبك مع حزب العمال الكردستاني، لكنه قد يصدم بحاجز اكبر واقوى واوسع نفوذاً وهو الحشد الشعبي.
فصائل الحشد الشعبي حاولت تشذيب طموحات اردوغان حين هددته في حال إشراك قواته في العراق بالحرب ضد داعش، او ارسل المزيد منهم الى العراق. على العكس من سوريا التي رحبت بقوات تركيا. وهذا يعني ان العمق الاستراتيجي الايراني في العراق يوفر لها امدادات لا نهاية لها من المقاتلين الشيعة المتحمسين للقتال. فهناك سيتوقف اردوغان عن الصراخ.