من المسؤول عن مقتل الأمين المالي للحشد الشعبي؟
محمد الوزان
في السابع والعشرين من شهر نيسان المنصرم أعلنت قيادة الحشد الشعبي عن محاولة اغتيال قيادي في الحشد الشعبي ، وبعد ثلاثة ايّام أعلن عن مقتل قاسم الزبيدي مسؤول مالية الحشد بعد تعرضه لإطلاق نار من قبل مجهولين بعد اقتحام منزله في منطقة البياع في العاصمة بغداد ، الامر الذي ادى الى إصابته ومن ثم وفاته ، وبذلك نجحت محاولة اغتيال عضو مهم من أعضاء الحشد القيادية
الامر لم يقف عن هذا الحد بل تعداه الى اتهامات طالت قيادات اخرى بأنها كانت وراء عملية الاغتيال .
وما ان أعلن عن اغتيال الزبيدي حتى تبادر الى الاذهان قضيتين ليستا بعيدتين الاولى تتعلق بموقف المغدور من موقف المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني بعدم ترشح المتطوعين وقياداتهم الى الانتخابات على اعتبار انهم ادوا واجبا دينيا جهاديا لا غير ولا يستوجب ان يستغل اَي منهم التضحية والدماء ولا يجوز المتاجرة بها .
الزبيدي كان لديه موقف واضح من مشاركة الحشد الشعبي في الانتخابات وعدها مخالفة واضحة لرأي المرجعية التي تدعي كل القيادات بأنها شاركت بالحشد وقاتلت تطبيقا لفتوى المرجعية.
وكان الزبيدي قد علق على صفحته في فيسبوك بما يُبين موقفه الرافض لمشاركة الحشد في الانتخابات ومساندته لموقف المرجعية .
ولذلك اشارت أصابع الاتهام لقيادات شيعية من داخل الحشد لتصفيته .
والقضية الثانية هي الأموال التي تم الكشف عنها من قبل قاسم الزبيدي على اعتباره مسؤولاً ماليا حيث أكد في وقت سابق لرئيس الوزراء حيدر العبادي بوجود ملفات فساد في رواتب الحشد وبمبلغ يقدر ب 144 مليار دينار عراقي ، وكان المتهم الرئيس في هذه القضية نائب رئيس الحشد ابو مهدي المهندس ، كما تم اتهام عدنان الشحماني النائب في البرلمان وقائد كتائب رساليون المنضوية تحت لواء الحشد. حيث تمت الشكاوى من قبل مقاتلين في هذه الكتائب ضد الشحماني بانه لم يعطهم الرواتب لمدة ثلاثة أشهر ، وانه يعطي الرواتب كل ثلاثة أشهر مرة واحدة ولشهر فقط.
وكانت قضية رواتب الحشد قد تفاعلت وتم الحديث عنها بشكل علني لكن إرادة رئيس الوزراء حيدر العبادي لم تكن قوية ليفتح ملف الفساد في هذه القضية.
وقالت معلومات من عائلة قاسم الزبيدي ان الأخير التقى العبادي ووعده باكمال ملف بالذمة المالية وتحديد الخرق والفساد الذي طال رواتب الحشد وانه سيسلمه التقرير يوم الاول من مايس الجاري ؛لكن المتورطين عالجوا حياة الزبيدي قبل ان تصل يد رئيس الوزراء للملفات والارقام الحقيقية.
من جانبه قال زعيم التيار الصدري. معلقاً على مقتل قاسم الزبيدي : انه كان بطلاً. خسر حياته لانه كان ملتزما بموقف المرجعية بضرورة ان لا يشارك الحشد وقياداته في الانتخابات.
وأضاف الصدر ان الزبيدي كان دائم الحديث عن تهديدات تطاله من قيادات في الحشد لان وظيفته باتت عليه وبالا لكنه وعد بان يسلم الذمة للقائد العام للقوات المسلحة ورئيس مجلس الوزراء حيدر العيادي .
مقتل قاسم الزبيدي يبدو انه سيثير الكثير من الأسئلة لان القيادات المتهمة بالفساد لن يسمح لها ان تصفي خصومها بهذا الشكل حيث وصلت معلومات مقربة من رئيس الوزراء انه أوصل كلاما قاسيا لابي مهدي المهندس يحمله مقتل الزبيدي ، وكان في طيات كلام العبادي تهديد بفتح تحقيق جدي ما لم تقدم قيادات الحشد على الاعتراف السريع والصريح وان تتعهد بأنها ستمتنع عن ممارسة القتل بهذه الطريقة.
وتبقى إرادة ئيس الوزراء المعطلة هي السبب الكامن وراء الفوضى التي تجري في البلاد ، وكذلك وراء وجود دولة موازية يقودها أشخاص يستقوون بالخارج ويمتهنون المتاجرة بالدِّين والوطن .