العراق يودع زراعة الرز
كتب علاء اللامي في صفحته على الفيسبوك: العراق يودع زراعة الرز العريقة ومعها سبعة محاصيل أخرى بسبب السدود التركية والإيرانية التي تحتجز مياه الرافدين… إلى أين يقودنا حكام المنطقة الخضراء الفاشلون والجبناء في مواجهة العدوان على أنهارنا؟!
جاء في تقرير صحافي صدر في بغداد اليوم (أفاد مسؤول رفيع المستوى في وزارة الزراعة العراقية، بأنه تم حظر زراعة 8 محاصيل، ضمن الخطة الزراعية للموسم الصيفي، بسبب قلة الإيرادات المائية. وقال مهدي ضمد القيسي، وكيل الوزارة، إن “وزارة الزراعة قدمت الخطة الزراعية للموسم الصيفي إلى وزارة الموارد المائية لاعتمادها، فاعتذرت الأخيرة عن عدم اعتمادها بسبب قلة الإيرادات المائية”. وأضاف أنه “تم إلغاء زراعة محاصيل الأرز، الذرة الصفراء، الذرة البيضاء، السمسم، القطن، الدخن (من الحبوب يستخدم كعلف للحيوان)، زهرة الشمس والماش (بقوليات) من الخطة الصيفية”. وتابع أنه “تم فقط الإبقاء على زراعة الأرز في مختبرات زراعية خاصة بالبحوث الزراعية والتطوير).
وكان وزير الموارد المائية “التانكيقراطي” حسن الجنابي، قد طلب من العراقيين قبل فترة قصيرة، ومع تجفيف نهر دجلة قرب الموصل، شراء خزانات مياه بيتية ” تانكيات” لخزن المتوفر من المياه فيها، متجاهلا عدم وجود المياه أو شحتها أصلا وعدم وجود ضغط كاف يسمح بإصعاد المياه الى الخزانات وتقطع الكهرباء المستمر ولفترات طويلة.
ويمكن أن يكون قرار منع زراعة هذه المحاصيل الثمانية، وخصوصا زراعة الرز العراقي العريقة وفي مقدمتها رز العنبر الذي لا نظير له في العالم، مجرد بداية للكارثة التي بدأت منذ عدة عقود وسط تجاهل وجبن وسوء إدارة لا نظير له أيضا من قبل الحكومات العراقية المتعاقبة شجع هذا التجاهل والجبن وسوء إدارة المياه تركيا وإيران على التمادي في مشاريعهما المائية وبناء السدود وتحويل الأنهار والروافد وقطعها عن العراق المستباح واعتماد العنجهية والأنانية والاستهتار بحقوقنا وعدم الاعتراف بالقوانين الدولية التي تعتبر النهرين دوليين وليس كما تعتبرهما تركيا نهرين تركيين عابرين للحدود ومياههما مجرد صدقة تقدم للعراق وسوريا.
سيكون من واجب العراقيين، وقبل أن يبدأوا بالتساقط موتى هم وأطفالهم موتى بسبب العطش والجوع، أن يثوروا بوجه حكام المنطقة الخضراء الطائفيين والتابعين للأجنبي ثم يواصلوا ثورتهم لمواجهة الخطر المحدق بهم وببلادهم وهو خطر السدود التركية والإيرانية بكل الوسائل الدفاعية الممكنة والمشروعة بدءا بالتدويل الفوري وليس انتهاءا بقصف هذه السدود القاتلة لشعبنا والمصحِّرة لبلادنا.
(سيكون العراقيون أهون على الله من بعوض المستنقعات إذا سمحوا لتركيا بتصحير العراق وإزالة الرافدين، دجلة الفرات، من الوجود! الراحل هادي العلوي).