تحالف الفتح – سائرون وخيبة أمل جماهيرها
حيدر صبي
هناك فهم مغلوط يراد منه ان يسوق كرأي عام وهو : ان تكون مع تحالف سائرون فهذا معناه انك مع المشروع السعودي الامريكي واما انك لو اصطففت مع الفتح فلا مناص بعد من وصمك كونك ايرانيا ؟ وان كان هناك بعض من المقدمات تذهب بهذا الاتجاه.. وللانصاف نقول ان كلا من ال (الفتح وسائرون) ليساتا لا ايرانية ولا سعودية بل هما يمثلان مصالحهما الفئوية فقط ويتماهيان مع اهوائهما في الانقضاض على السلطة ولا مانع في سبيل الحصول على المكتسبات ان يتحالفا حتى مع الشيطان فكلاهما لا توجد لديه رؤية ولا سلوك سياسي ممنهج او عملا حزبيا ثابتا ولا حتى برنامج وطني متفق عليه وان اخر ماتفكران به هو مصلحة العراق فمن بين اهم اولوياتهم هو كيفية قضم اكبر عدد من المناصب وادارة الدولة بما يمتلكان من مصادر قوة (مصدر القوة في الفتح هو فصائل الحشد الشعبي بينما قوة سائرون تعتمد بالاضافة لكونها تمتلك فصيل مسلح الا ان قاعدتها الجماهيرية هي من تعول عليها) ، وحسب الاعراف الحزبية لاحزاب مابعد 2003 وحين امتلاك اي حزب لمنصب ما معناه انه سيمتلك دكانا يسترزق منه بمليارات الدولارات والتجربة برهانها ثابت واصولها في ما تم نهبه من مليارات برسم العقود والمشاريع التي احيلت عليهم هذا من غير حصة مبيعات البنك المركزي واذن فمصالحهم الحزبية فوق كل اعتبار، عليه فالمدافعين عن منهجية سائرون وكونها جاءت لتصلح وتحارب المفسدين قد اصيبوا بخيبة امل بعد ان ائتلفت كتلتهم مع الفاسدين والعملاء لايران اي مع من نكئهم الشيخ بعصا فضيلة المرجعية بوصمهم بـ (المجرب لايجرب) والتي تلاقفها الصدريون ليشنوها حربا مع المدنيين بالضد من قائمة الفتح حيث لاحظنا الجيوش الالكترونية عبر منصات التواصل الاجتماعي ومنابر الجمعة والخطباء وحتى المقاهي والاماكن العامة لم تخلو من التنظير الى هكذا مقوله فلطالما تشدقوا بها طوال الاشهر التي سبقت اجراء الانتخابات، ولايختلف حال انصار واتباع الفتح عن غريمتهم وحبيبتهم سائرون فهم كذلك اصيبوا بخيبة امل من العيار الثقيل حيث انهم يعتدون بانفسهم كونهم الغيارى وحامي حمى العراقيات وهم ايضا وكما كانوا يروجون لانفسهم من انهم اخوة وابناء الشهداء من الحشد ومشروعهم وطني مع كونهم لايخفون تعاطفهم لا بل ولاء بعضهم لايران ، وهنا ولاننسى ماكانوا يتقولونه على سائرون فهي بقناعاتهم ليست سوى لعبة باجندة سعودية امريكية لتنفيذ ما كان السنة يطمح اليه في تنفيذ ما اسموه بالمشروع العربي لجمال الضاري وخميس الخنجر. بالمحصلة وفي التقييم الواقعي نستطيع ان نقول انهما من المضحوك عليهم ولا الظالين وانهم خدعوا فهم كانوا جسرا للكتلتين ساعداهما للضفر باعلى المقاعد النيابية لاغير .
فشل مشروع
حتى يمتص غضب واحتقان الاتباع راحت كل كتلة تبرر لاتباعها لم وما الداعي الذي اوجب الائتلاف مع الاخر ، فتح من جهتها لاتحتاج اكثر مما تشيع الى انها افشلت المشروع الصهيوي امريكي السعودي في حين ان سائرون لاتحتاج لعناء كبير لاقناع جماهيرها فكل ما سيخرج من المكتب السياسي سيعتنق كدين وتلف اساطين كتابه بلفافات صغيرة تعلق كتعاويد على صدورهم واذن فالجميع بات يدافع عن التحالف كونه الاداة لمنع نشوب حرب اهلية ؟ . وحقيقة الامر عند هذه الجزئية ربما تكون علة المعلول هذه المرة فيها مقدمات صحيحة . في ميزان الربح والخسارة نرى ان الكتلتين خسرتا ثقة الجماهير وحتى قبل ان يصطفا سوية اذ كان العراقيون يسخرون مما جرى من تزوير وحرقا للصناديق فما بالك من زيادة الطين بلة وتهاوي عناقيد الثقة من شجرة المصداقية لكليهما بعد واقعة التحالف الاجباري بينهما، نعم كان اجباريا لئلا يخسران الجزرة في تكوين التكتل الجامع الاكبر الذي يؤهلما لقيادة البلد فثقافة وروح المعارضة لم تنضج عند كافة الاحزاب العراقية بعد . اليوم لم يعد بامكان الكتلتين ان يشكلا الحكومة الا بضم جميع الكتل الفائزة فالسكوت عن التزوير وايضا تقليل نسب العد والفرز من 25 بالمئة ليصل الى 100 بالمئة وحسب التعديل الثالث من قانون الانتخابات الذي اقر في مجلس النواب وفي حال وجد هناك تلاعب كبير وتقليله بعد هذا بنسبة 5 بالمئة فقط . واذن فهذا يحتاج لشراء سكوت بقية الكتل عليه لا بد من ادخالها في التشكيلة الحكومية اي ان ( مبدأ المحاصصة ) بقي جاثما على صدور العراقيين ولا من تغيير مع ان سائرون والفتح في برنامجهما الانتخابي صدعا رؤسنا به حيث كانتا يصرانه في جيب الشعارات اثناء فترة التثقيف ، ولما زالت المحاصصة باقية فالفساد ابقى وامر سيكون وكل ما قيل بشأن الاصلاح ومشتقاته بات من قصص الخيال الانتخابي لاغير . بقي هناك موقف الشيوعيين من ائتلاف سائرون وموقف العصائب من ائتلاف الفتح فهاتان الكتلتان اصيبتا بخيبة امل لاتقل فداحتها عن ما اصيب به جمهورهما ، فاعضاء من الشيوعيين ابدو امتعاضهم من هذا التحالف وراحت جماهيرهم تندد وتتوعد بالانفلات وفرط عقد القلادة الام مع كون البيان الذي اصدره الحزب الشيوعي كان خجولا نوعا ما ولم يصرح خلاله عن عزم الشيوعيين مغادرتهم الكتلة .. انهم ينتظرون هبات ( السيد والشيخ ) فعسى ولعل ان يحصل رائد فهمي القيادي الشيوعي البارز على منصب رئيس الوزراء وكما يمنون انفسهم . في حين ان العصائب بزعامة الشيخ الخزعلي ادارة بوصلتها نحو المالكي وحركة ارادة فهم وان كانوا الى الان غير معترضين لكنهما من خلف الكواليس يطبخون المناصب التي تدور بملعقة المالكي ليقدموها على طبق من ذهب الى افواه اصحاب السعادة والسمو من الحكومة القادمة .