التحالفات الثنائية
محمد السيد محسن*
بين حين وآخر يخرج لنا اثنان من السياسيين العراقيين ليعلنا تحالفاً ثنائياً بين كتلتيهما او حزبيهما، والمثير بالأمر ان كل مؤتمر صحفي يعلن عن تحالف ما ، يؤكد على ثنائيته أولاً ، ولا يشير الى اي تحالف سابق.
ومثال ذلك: ان تحالفاً بين سائرون والحكمة …الا اننا شهدنا تحالفاً بين سائرون والفتح ولم يجر الحديث يومها حول الحكمة.
وكذلك حين ظهر رئيس الوزراء حيدر العبادي وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر لإعلان تحالف سائرون والنصر .. حيث لم يشر المؤتمر الصحفي بين الرجلين الى الفتح ولا الحكمة من قبله.
بل ان حديث العبادي حرص على التاكيد بثنائية التحالف .. ربما لايصال رسالة مهمة مفادها ان التحالف ثنائي بين سائرون والنصر ليس الا .
الامر الذي دفع المتحدث باسم الصدر، الشيخ صلاح العبيدي للقو: ان التحالف الأخير بين النصر وسائرون لن يلغي التحالفات والاتفاقات “الثنائية” السابقة.
هذا التصريح له دلالة على إيصال رسالة تقارب وليس قرارا نافداً وحاسماً حول تحالفات جامعة، وبالتالي فان الغرض من التحالفات الثنائية هو جس نبض القوى الخارجية المؤثرة وعلى رأسها الولايات المتحدة وايران.
حيث تسعى الاخيرة لتأثيث البيت الشيعي من جديد من خلال احياء التحالف الوطني وفق نظامه الداخلي القديم الامر الذي يرفضه الصدر والعبادي والحكيم بشكل قاطع ، حيث ينص النظام الداخلي للتحالف الوطني اعتماد التصويت بصوت واحد لكل حزب منضوي تحت خيمة التحالف دون الأخذ بعدد تمثيله النيابي.
هذه الفقرة استفاد منها حزب الدعوة إبان الانتخابات الاولى حينما كان عدد مقاعده محدوداً لكنه ذاق مرّها حين حصل على العدد الكبير من المقاعد عام 2010 وقتذاك خرج حزب الدعوة من التحالف ومثل نفسه مع قوىً اخرى في كتلة دولة القانون .
ثم مالبث ان استجاب لفتوى المحمود كي يتمكن من ابعاد علاوي عن المشهد>
المسعى الإيراني في هذه المرحلة يتجسد بصوت المالكي، ويبدو ان الإيرانيين يدركون رفض القوى الشيعية والسنية للمالكي ومحاولات اعادة احيائه السياسية، في وقت افادت مصادر من كتلة الوطنية وبعض الكتل السنية ان التعامل مع حيدر العبادي اكثر سلاسة وسهولة من تعاملها مع المالكي.
من جانب اخر تسعى الولايات المتحدة الامريكية للتدخل بشكل غير واضح من خلال إيصال رسائل رفض للقوى المدعومة من ايران في تصدر المشهد السياسي العراقي، وتراهن على العبادي كرئيس لوزراء العراق لدورة ثانية .
ولذلك فان هذه التحالفات “الثنائية” بين الكتل العراقية هي محاولات للتعرف على المزاج الإيراني والأمريكي منها ، كما انها ما زالت تخجل من انطلاقها لان بعض الكرد والسنة ما زالوا ينتظرون التأكد من جدّية هذه التحالفات ومتانتها من خلال استحصال مباركة خارجية وغمد المعارضة لها ، الامر الذي لم يتم بعد.
كما ان هذه التحالفات تجعل من جمعها يسيرة وتشجّع الآخرون من الاكراد والسنة للانضمام لها وان لم تعلن بشكل فعلي.
والآن نستطيع ان نفكر بصوت عال حول هذه التفاهمات والتحالفات مع سائرون حصراً حيث اجرى تحالفات ثنائية مع كلٍّ من: الحكمة ، والوطنية والفتح ثم النصر ، الامر الذي يشير الى اكثر من 169 مقعداً ممكن ان تجتمع لتشكيل الكتلة الأكبر وفق فتوى المحمود عام 2010 .
وتبقى هذه التحالفات لا تتعدى كونها تفاهمات وجمعاً للأصوات بشكل منفرد لتسهيل عملية جمعها بشكل سريع يوم تحسم السلطة القضائية شرعية الانتخابات وتصادق على اسماء الفائزين.
*رئيس التحرير