الإيكونومست: فشل إصلاحات بن سلمان سيقود لمزيد من الفوضى
بغداد – الاعمار
قالت مجلة “الإيكونومست” البريطانية إن بدء المرأة السعودية بقيادة السيارة يمثل أحد أهم إصلاحات ولي العهد محمد بن سلمان، التي تأتي على وقع استبداد يمارسه “لم يسبق له مثيل”، متمنية أن ينتصر الأمير “الإصلاحي” على “الوحشي”، ومحذرة من أنَّ فشل إصلاحاته سيقود إلى مزيد من الفوضى.
وأضافت المجلة أنه إلى وقت قريب، كان هناك العديد من رجال الدين السعوديين ممن يعتقدون أن قيادة المرأة للسيارة يمكن أن تؤدي إلى إفساد المجتمع وتؤثر عليها، غير أن قراراً واحداً من بن سلمان رمى كل تلك الفتاوى بعيداً، وبات من أهم القرارات التي تمثل ثورة الإصلاحات الاجتماعية في السعودية الجديدة.
ومن مصلحة الغرب أن تنجح إصلاحات بن سلمان؛ “فالسعودية حيوية بالنسبة للعالم”، تقول المجلة، وهي أكبر مصدِّر للنفط، ومركز العالم الإسلامي، وهذا من شأنه أن يدعم استقرار المنطقة. وعلى النقيض من ذلك، فإنَّ فشل هذه الإصلاحات قد يؤدي إلى فوضى واضطرابات بمنطقة الخليج العربي، التي سعت جاهدةً لتجاوُز ثورات الربيع العربي التي انطلقت عام 2011.
وتقول المجلة إن هناك قلقاً حقيقياً داخل السعودية من فشل الإصلاحات، سواء كانت اجتماعية أو اقتصادية، فقد أشار صندوق النقد الدولي إلى أن عائدات النفط بالمملكة ما زالت تشكل أكثر من 80% مِن دخل الحكومة، وحتى مع ارتفاع أسعار النفط الخام، فإن البلاد تصارع عجزاً كبيراً في الميزانية.
وبالنسبة لجميع المكاسب التي تحققت في مجالي الصحة والتعليم، فإن الناتج المحلي الإجمالي للسعودية بقي ثابتاً منذ عقود، فالسعوديون يعملون في الغالب بالوظائف الحكومية.
يدرك بن سلمان أن التغيير مطلوب داخلياً، ولكنه “ورَّط نفسه في مشاكل خارجية بلا داعٍ”؛ إذ دخل حرباً باليمن، أدت إلى مقتل وتشريد الآلاف من اليمنيين، فضلاً عن تفشِّي الأمراض والأوبئة، قبل أن تبدأ صواريخ مليشيا الحوثي بدكِّ المدن السعودية، وهو ما أحرج حلفاء المملكة كثيراً.
كما احتجزت الرياض رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري ولم تطلقه إلا بعد ضغوط من أطراف دولية، وفرضت السعودية والإمارات حصاراً على قطر؛ ما أدى إلى انقسام مجلس التعاون الخليجي، وبدء حرب باردة، يبدو أن إيران هي الرابحة فيها، كما ترى المجلة.
في مقابل ذلك، فإن الداخل السعودي يعيش “أسوأ حالة استبداد”؛ وذلك بسبب الطموحات السياسية لولي العهد السعودي، فقد زج بمزيد من خصومه في السجون، ولم تَسلم من ذلك حتى النساء اللاتي سبق لهن أن طالبن بالسماح لهن بقيادة السيارة.
وتبنَّى بن سلمان وجهة نظر متشددة حيال الإسلام السياسي، ونظر إلى الإخوان المسلمين على أنهم “جماعة إرهابية”.
وترى المجلة أن بن سلمان يُضعف الركائز القديمة التي قام عليها حكم آل سعود، الذي كان يستند إلى الأمراء ورجال الدين ورجال الأعمال، وهو اليوم لديه قوة سياسية ممثلة في الشباب والنساء من الذين ساندوا إصلاحاته، “ولكن عليه أن يعامل شعبه كمواطنين وليس رعايا”.