نازحون في جنوب سوريا تقطعت بهم السبل قرب الحدود الأردنية المغلقة
بغداد – الاعمار
بعد فراره مع زوجته الحامل من هجوم قوات النظام في جنوب سوريا، وجد أيمن الحمصي نفسه عالقاً قرب الحدود الأردنية المغلقة، على غرار آلاف النازحين الذي تقطعت بهم السبل ويعيشون في العراء في ظروف صعبة.
ويسأل الشاب (25 عاماً) الأسمر البشرة بعد نزوحه من ريف درعا الشرقي، “أين سأذهب بزوجتي التي توشك ان تلد؟ ليس بمقدوري أن اساعدها”.
ويضيف أيمن وهو يقف أمام خيمة باتت ملجأه الوحيد قرب بلدة نصيب الحدودية مع الأردن “لا نملك شيئاً هنا، لا يوجد ماء ولا طعام ولا شيء يحمينا من أشعة الشمس”.
ووسط أرض قاحلة، نصبت عشرات العائلات خيماً تؤويها، أو رفعت أغطية على دعامات حديدية تقيها أشعة الشمس الحارقة. وفي مكان قريب تتوقف شاحنة تبريد حولها مالكوها الى منزلهم، فيما يغطي آخرون زجاج حافلة صغيرة لنقل الركاب بالقماش بعد ان حولوها الى مسكن لهم.
على بعد أمتار عدة من الخيم، يفترش بضعة جنود أردنيين الأرض قرب آليتهم العسكرية المتوقفة عند نقطة رصد على تلة ترابية داخل الاراضي الاردنية.
ويقول الحمصي الذي يعيش تجربة النزوح للمرة الثانية بعد فراره قبل سنوات من مسقط رأسه في وسط البلاد “نطالب السماح بدخولنا الى الأردن لضمان أمن النساء والأطفال”.
ومنذ 19 حزيران/يونيو، تشن قوات النظام بدعم روسي عملية عسكرية واسعة النطاق في محافظة درعا، دفعت أكثر من 270 ألفاً للنزوح وفق ما أعلنت الأمم المتحدة الاثنين. ولجأ 70 ألفاً منهم الى المنطقة الحدودية مع الأردن عند معبر نصيب.
– “بالكاد نجونا”-
ومنذ بدء التصعيد، أعلنت السلطات الاردنية أنها لن تفتح حدودها المغلقة منذ حزيران/يونيو 2016، مشيرة الى ان قدرتها الاستيعابية “لا تسمح” لها باستقبال موجة لجوء جديدة.
ويستضيف الأردن نحو 650 ألف لاجئ سوري مسجلين لدى الأمم المتحدة، فيما تقدر عمان عددهم بنحو 1,3 مليون، لجأوا على مراحل الى اراضيها منذ اندلاع النزاع السوري في العام 2011.
ويوضح الحمصي “بالكاد نجونا وخرجنا من تحت الأنقاض مع أطفالنا ونسائنا” مشيراً الى نزوح “مسنين واطفال ليس بمقدورهم تحمل هذا الحر الشديد”.
ويبحث نساء وأطفال عما يحتمون به من أشعة الشمس الحارقة في هذه الأرض الجرداء. وتمكن من حالفهم الحظ من احضار فرش وأغطية معهم حملوها على متن سياراتهم وحتى دراجاتهم النارية المتوقفة قرب الخيم.
لم تتخيل آمنة الخزاعلة (48 عاماً) وهي أردنية ارتبطت قبل سنوات بزوجها السوري المتحدر من درعا، أن تجد نفسها يوماً ما ممنوعة من الدخول الى بلدها الأم.
وتقول السيدة المتشحة بالسواد حزناً على ابنها الذي قتل قبل أيام جراء الهجوم “نبحث عن الطعام دون جدوى، نأكل الخبز اليابس”.
وتناشد السلطات الاردنية فتح الحدود أمامها، مضيفة “لم يعد لدينا منزل يؤوينا.. نفترش التراب”.