اصابة شخصين في بريطانيا بـ”مادة مجهولة” ومخاوف من تكرار حادث سكريبال
بغداد – الاعمار
أُدخل رجل وامرأة الى المستشفى في مدينة سالزبري البريطانية في حالة حرجة اثر اصابتهما ب”مادة مجهولة” على بعد بضعة كيلومترات من المدينة التي شهدت عملية تسميم الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته في آذار/مارس، وفق ما أعلن مسؤولون الأربعاء.
وقال بول ميلز المسؤول في شرطة ويلشاير للصحافيين ان البريطانيين، وهما امراة في الرابعة والاربعين ورجل في الخامسة والاربعين “يتلقيان العلاج من تعرض مفترض لمادة مجهولة في مستشفى سالزبري”.
واضاف “لا يزالان في حالة حرجة”، موضحا ان ما حصل يعتبر “حادثا كبيرا” ولكن “في هذه المرحلة لم يتضح بعد هل تم ارتكاب جريمة”.
وأعلنت شرطة مكافحة الإرهاب التي قادت التحقيق في عملية تسميم سكريبال وابنته يوليا أنها تساعد الشرطة المحلية في التحقيق.
وعُثر السبت على الرجل والمرأة، وهما في الاربعينات من العمر، غائبين عن الوعي في منزل في منطقة هادئة بنيت حديثا في قرية ايمزبري.
واوضح ميلز انه تم الاتصال صباحا باجهزة الاسعاف للابلاغ عن “امراة فقدت الوعي”. وفي وقت لاحق تم الاتصال بها مجددا “للابلاغ عن رجل شعر بانه ليس بخير”.
وقال سام هوبسون (29 عاما) احد السكان المحليين وصديق الضحيتين لوكالة فرانس برس ان اسمهمها شارلي راولي ودون ستورغيس.
واضاف ان ستورغيس مرضت اولا وبعدها راولي.
وتابع “لقد كان يتصبب منه العرق ولم يكن بالامكان التحدث معه، وكان يصدر اصواتا غريبة ويهز جسمه الى الامام والخلف، كأنه في عالم اخر”.
وتقع القرية على بعد نحو 12 كلم من سالزبري حيث عُثر على سكريبال وابنته ملقيين على كرسي في حادثة أسفرت عن نزاع دبلوماسي حاد مع روسيا.
– اطلاع رئيسة الوزراء –
قال مكتب رئيسة الوزراء تيريزا ماي انه يتم التعامل مع الحادث “باعلى درجات الجدية” ويتم اطلاعها وكبار وزرائها “على التطورات بشكل مستمر”.
كما عقد مسؤولون اجتماعا طارئا في مكتب الحكومة “للاطلاع على المستجدات والوقائع ومعرفة الوضع على الارض”.
وأفادت الشرطة أن الرجل والمرأة “يتلقيان العلاج في مستشفى سالزبري بعد تعرضهما المفترض لمادة مجهولة” وحالتهما “حرجة”. والمستشفى هو نفسه الذي خضع سيرغي ويوليا سكريبال للعلاج فيه.
وذكرت الشرطة أنها شكت في البداية بأن المرأة والرجل مرضا جراء تعاطيهما “الهيرويين والكوكايين من عينة ملوثة من المخدرات”.
وتداركت “لكن تجري اختبارات إضافية الآن لتحديد طبيعة المادة التي أدت إلى مرضهما وتبقى جميع الاحتمالات مفتوحة بشأن الظروف المحيطة بهذه الحادثة”.
– “مكان هادئ” –
وضربت الشرطة طوقا امنيا حول مواقع عدة قد يكون الرجل والمرأة توجها اليها بينما تم تعزيز الاجراءات الأمنية في ايمزبري وسالزبري.
وقال الناطق باسم إدارة الصحة العامة في بريطانيا ان الحادث “لا يمثل بحسب اعتقادنا اي خطر على الصحة العامة”.
وأفادت إحدى القاطنات وتدعى ناتالي سميث (27 عاما) وكالة فرانس برس أنها شاهدت عربات الاطفاء والاسعاف تصل إلى المنزل السبت.
وقالت “أغلقوا الشارع. قالوا إنه حادث كيميائي ثم قالوا إنه مرتبط بالمخدرات. إنه أمر غريب للغاية. هذا المكان هادئ”، مضيفة أن عناصر فرق الطوارئ كانوا يرتدون بزات واقية.
من جهته، أكد روبرت يويل، عضو مجلس محلي، أنه شاهد خمس سيارات اسعاف خارج المنزل.
لكنه قال إن رد فعل أجهزة الطوارئ تجاه الحدث كان “أقل بكثير” من رد الفعل الذي أعقب تسميم سكريبال.
وبين الأماكن التي تم تطويقها كنيسة ايمزبري المعمدانية حيث حيث حضر المريضان حفلا السبت.
وقال المسؤول عن الكنيسة روي كولينز للصحافيين “فهمنا أن هذه كانت المناسبة الأخيرة التي حضراها في مكان عام”.
وأضاف “نشعر بالارباك والصدمة” مشيرا إلى أنهما لم يكونا من رواد الكنيسة المعتادين.
واشار كولينز إلى أن نحو مئتي شخص حضروا الحفل لكن “لم يظهر أحد آخر أي أعراض مرض”.
وقال مفوض الشرطة والقسم الجنائي في مقاطعة ويلتشير التي تتبع لها كل من سالزبري واميسبري انغس ماكفرسن إن الشرطة عملت على السيطرة على الوضع وفق ما نقلت عنه شبكة “بي بي سي”. وقال إن “لا سبب يدعو للاعتقاد بأن الأمر مرتبط” بقضية سكريبال.
وخضع سكريبال (67 عاما) وابنته يوليا (33 عاما) التي جاءت لزيارته من موسكو للعلاج لمدة طويلة قبل أن يغادرا مستشفى سالزبري.
وخضع كذلك الشرطي نك بايلي الذي قدم لنجدتهما للعلاج في المستشفى.
ورفضت روسيا اتهامات بريطانيا بالتورط في عملية تسميم سكريبال التي أثارت أزمة دبلوماسية بين روسيا والغرب أدت إلى تبادل طرد عشرات الدبلوماسيين في خطوات انتقامية.
وأكدت بريطانيا أن غاز أعصاب من مجموعة مركبات “نوفيتشوك” المصنوعة في الاتحاد السوفياتي السابق استخدم في محاولة اغتيال سكريبال وابنته.