افتعال الأزمات

د. حسين القاصد
في كل بلد من بلدان العالم يقوم الاعداء بخلق الأزمات، وافتعالها، وربما يستقطبون من له مصلحة من ابناء الشعب او من مكوناته ولديه الاستعداد لخلق ازمة ما والدفاع عنها والتمسك بها؛ هذا يجري في كل البلدان، لكن ان يقوم ساسة منتخبون بافتعال ازمات تشغل الشارع العراقي عن هم المعركة ودعم قواتنا المسلحة ضد داعش، فهذا أمر مريب جدا ، والغريب انهم لا يدركون انهم مقبلون على انتخابات، وان استمرارهم في افتعال ازمات كأزمة تكميم الافواه المسماة بقانون حرية التعبير سيحرق آخر ما تبقى من رهاناتهم؛ ذلك لأنهم يستنزفون راحة بال المواطن وراحة بال الجندي الذي يقاتل داعش، ويستنزفون جهدا امنيا كبيرا واموالا كثيرة لأن رد الفعل الشعبي سيكون تظاهرات، والتظاهرات تريد حماية امنية من المتربصين للعراق، والمنطقة التي تجري فيها التظاهرات هي منطقة حيوية وباب رزق للعديد من المواطنين من الكَسَبة واصحاب الاعمال الحرة.
نحن ايها السادة منذ سقوط النظام الساقط حتى الآن، لم نكسب سوى حرية الكلام وحرية التعبير، وهي حرية مذبوحة لأن كلامنا غير مسموع ولا يلقى استجابة او انصاتا منكم، وربما حتى هذا العمود لا يشكل عندكم شيئا ذا قيمة ، فلماذا تخافون من ستة اشخاص يجلسون في (كيا) ثلاثة مقابل ثلاثة ، ويحرقون ثلاث ساعات في عبور نقطة تفتيش واحدة ، بينما تأتي سيارة مظللة تسير بعكس السير وتفتح لها كل الطرقات!! واهل (الكيا) لا يملكون ان يعجلوا بسيارتهم ولا سلطة لديهم على نقطة التفتيش ولا يستطيعون ان يمنعوا السيارة المظللة، وأهل (الكيا) منهم من يريد الذهاب الى العمل فيجد الطريق مقطوعا بالتظاهرات التي خرجت ضد نواياكم بتكميم الافواه ، واهل (الكيا ) يمارسون تمرينا على اللهيب استعدادا للصيف المقبل بلا كهرباء، واهل الكيا يشترون المياه من الصبية الموزعين على نقاط التفتيش في بلد فيه نهران عظيمان ودائرة اسمها اسالة الماء لكنها لا تنتج ماء صالحا للشرب، واهل الكيا يثرثرون كثيرا، يتحدثون عن المسؤولين الذين تركوا واجباتهم وانشغلوا بأمور ثانوية!!.
اهل الكيا يا سادتي النواب يثرثرون كثيرا، وينتقدون الفساد واحيانا ينتقدون النائب ، اعني (السكن) نائب السائق لأنه لايرجع ما تبقى بذمته، وينتقدون زيارات المسؤولين للمحافظات وتوقيتها، واهل الكيا ليسوا على دين واحد ولا على مذهب واحد، لكنهم استهجنوا ما اثير بحق المسيحيين مؤخرا، وكان استهجانهم هذا لأن هذه الكيا تحملهم يوميا الى دوامهم وعلى شدة بطء مسيرها الا انهم يحبونها ويشعرون بعشرة ومحبة فيما بينهم ولا يقبلون الاساءة لأحد ركاب (الكيا) لا من السائق ولا من أي (سكن) ينوب عنه.