ايحاء الواقعية… نمط فني جديد

منتدى إعمار العراق – عمان
على قاعة الاورفلي وعلى مدى ايام عدة استمر معرض الفنان التشكيلي العراقي ابراهيم العبدلي والذي جاء بعنوان: من خلال النافذة
نافذة العبدلي كانت تطل على شارع الاحتلال الامريكي للعراق بكل تداعياته فرصدت عين العبدلي تماسك التراث واستهانة الاخر به واشاعة ثقافة الفوضى حتى في الممارسة الاجتماعية التي يقدسها العراقيون .
عرف عن العبدلي انه صاحب ريشة تنقل الواقع وامتاز بمدرسته الواقعية الجميلة التي تنقل الاحداث المرئية , لكننا سجلنا في لوحات معرضه “من خلال النافذة” مجموعة ايحاءات استنبطها الفنان من رؤيته للواقع , تلك الاستنباطات كانت تحاكي الواقع المولع به هو , رغم الامها.
ورغم انطباعية ابراهيم العبدلي التي تحدث عنها في تعريفه فيما يريد ان يقوله حول معرضه حيث قال: انا فنان انطباعي من حيث الشكل والمضمون , الا ان المعرض كانت فيه رسالة للمتلقي تشرح جزءا عن التراث العراقي وما يحيط به من ظروف سياسية ادى بعضها الى هدم التراث الذي اعتبره العبدلي هو الوطن.
يقول العبدلي: لوحاتي اخذت بعدا انسانيا وتبنيت رسالة يتلقاها المتلقي بكل تنوعاته الثقافية والاجتماعية والسياسية.
وفي سياق الشان الاخير “السياسي” نرى ان الفنان لم يستطع ان ينفصم عن واقع العراق كدولة وقعت تحت الاحتلال , لذلك تراه يقول: لوحاتي ترفض الاحتلال وتسعى الى بناء بلد مدني بعيد عن التخلف كما ترفض الحروب كي يعم الاستقرار من اجل تاسيس متحف فني عراقي يراه العالم بعيون مسؤولة.
هذا الخلط بين المدارس التشكيلية , بين الانطباعية والايحائية واحيانا التهكمية الجارحة يؤشر لنا ان العبدلي حاول بهذا المزج ان يوصل رسالة مفادها ان الانطباعية وحدها لا تف بغرض التداول لصعوبة ما يجري في بلاد الرافدين.
فالحمائم التي اعتاد الفنان الانطباعي رسمها في شكلها المعتاد .. استطاع العبدلي ان يضيف لهااجواء التكبيل عبر تشكيل يوحي للسجن وللبحث عن الحرية مستخدما اللون الازرق ودلالته الخيرة .
وكانت هناك التقاطات مؤلمة من التهجير وتداعيات القصف والايلام الذي عانى منه الطفل العراقي وانفصامه عن العائلة.
المثير بالامر انك ترى لوحة انطباعية قد تعزوها الى انها صورة فوتوغرافية , الا ان دلالتها توحي بان الجسد الانطباعي الذي استخدمه العبدلي ما هو الا وسيلة للتعبير عن وجهة نظره في نقل الالم الى اللوحة عبر مناخات التعبير الانشائي للوحة.
ويبدو ان الفنان العبدلي استفاد من خبرته التنظيرية في مجال الرسم التشكيلي وتجول بين غريزية اللوحة وصناعتها , العبدلي حاصل على شهادة الماجستير في الفنون التشكيلية تخصص التصميم من جامعة مانشستر بولتكنيك في المملكة المتحدة عام 1980
وهو عضو شرف في جمعية حقوق الانسان الاردنية وحائز على الجائزة الاولى لتخليد الشاعر الاسباني لوركا من المركز الثقافي الاسباني في عمان .