الإندبندنت: على الغرب التوقف عن دعم الديكتاتورية السعودية

بغداد – الاعمار
دعت الناشطة السعودية سحر الفيفي دول الغرب إلى التوقف عن دعم “الديكتاتورية السعودية”، وذلك على خلفية قيام السعودية بطرد السفير الكندي وقطع العلاقات مع كندا على خلفية تغريدة للخارجية الكندية طالبت فيها بالإفراج الفوري عن المعتقلين بالسعودية، بمن فيهم الناشطة سمر بدوي.
وقالت الفيفي في مقال لها بصحيفة “الإندبندنت” البريطانية إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يعتمد على دعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وإن حكومات العالم تغض الطرف عمَّا يمارسه بن سلمان من انتهاكات لحقوق الإنسان.
وتابعت الفيفي: “عندما وصل بن سلمان إلى السلطة عام 2015 وعد بتحديث السعودية من خلال رؤيته 2030، وفتح دور السينما وسمح للنساء بقيادة السيارة وحضور الأحداث الرياضية، وبسبب هذه القرارات أصبحت العديد من الشخصيات الغربية تناصره، معتقدين بأنه المصلح الليبرالي الذي طال انتظاره، والذي من شأنه أن يدفع بالسعودية نحو الأفضل”.
وتضيف: “ربما نفذ بعض الوعود والتغييرات، لكنه أسكت أيضاً الأشخاص الذين دعوا لحقوق المرأة لسنوات، وفي الواقع فإن بن سلمان لم يقم بتحديث البلاد بل حول النظام السعودي إلى نظام ملكي مطلق وأكثر استبداداً من أي وقت مضى؛ ممَّا أدى إلى تهميش وحبس أي شخص يحاول أن يقول رأيه عن مجتمعه”.
منذ اليوم الأول لوصوله، تقول الكاتبة، ألقت السلطات القبض على عشرات النشطاء السياسيين والاجتماعيين والمدافعين عن حقوق الإنسان وحتى الشعراء والمغنين، واعتقل سلمان العودة، وهو داعية إسلامي معتدل ومعروف، فقط لأنه لاذ بالصمت إزاء الأزمة السعودية مع قطر، ولم يتخذ موقفاً علنياً مؤيداً لما قامت به السعودية، ومؤخراً تم اعتقال الشيخ سفر الحوالي، وهو عالم سلفي، فقط لأنه نشر كتاباً ينتقد إحدى زيارات محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
الأسوأ من ذلك، بحسب الفيفي، هو عملية اعتقال الناشطات السعوديات، فلقد ألقى بن سلمان القبض على النشطاء الذين قاموا بحملة لوضع حد للحظر المفروض على المرأة على قيادة السيارة، والإصرار على أن السماح للمرأة بقيادة السيارة هو هبة من الحاكم وليس بسبب ضغوط مارسها نشطاء خلال عقود.
أحدث حملات الاعتقال التي طالت سيدات سعوديات ناشطات في المجتمع المدني، هي اعتقال نسيمة السادة وأمل الحربي وسمر بدوي. والسادة مدربة في مجال حقوق الإنسان، وقامت بحملات من أجل السماح للمرأة بالتصويت والترشح للانتخابات البلدية، وأمل الحربي هي زوجة فوزان الحربي، أحد مؤسسي الجمعية السعودية للحقوق المدنية والسياسية، وسمر بدوي ناشطة في مجال حقوق الإنسان، وحصلت على جائزة المرأة الشجاعة من وزارة الخارجية الأمريكية عام 2012، وجائزة هرانت دينك الدولية عام 2015 لكونها صوتاً رائداً في مجال الدفاع عن حقوق المرأة.
اعتقال سمر بدوي دفع وزارة الخارجية الكندية إلى التعبير عن قلقها والدعوة لإطلاق سراحها، وهو ما أدى إلى ردة فعل سعودية غير متوقعة، حيث تم طرد السفير الكندي وتجميد التجارة والاستثمار واستدعاء حتى الطلاب السعوديين المبتعثين في كندا، ليبقى السؤال معلقاً لماذا هذا الرد السعودي غير المتوقع؟
ترى الكاتبة أن السعودية ظلت لعقود أكبر مشترٍ للسلاح من الدول الغربية، وكثيراً ما اعتقدت الرياض أن شراء السلاح بهذه الكميات الكبيرة يمكن أن يشتري صمت الغرب حيال الانتهاكات ضد حقوق الإنسان التي تُمارس بالسعودية.
الأمر الآخر، بحسب الفيفي، هو أن بن سلمان يعتمد على دعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إزاء ما يقوم به من انتهاكات، ومن ثم يقوم الغرب بغض الطرف عنها بسبب هذا الدعم.
وتؤكد الكاتبة أهمية أن يتوقف الغرب عن دعم الديكتاتورية السعودية، “فالشعب السعودي وحريته أثمن من النفط أو تجارة الأسلحة”.