الى المستقرين..

كتب الصحفي احمد الحسيني في صفحته على فيسبوك:
آتييان دولا بواسييه
كاتب ومفكر فرنسي له كتاب بعنوان (العبودية الطوعية) تكلم فيه عن شيء اسماه “المواطن المستقر”، يقول:

عندما يتعرض بلد ما لقمع طويل، تنشأ أجيال من الناس لا تحتاج إلى الحرية، وتتواءم مع الاستبداد، ويظهر فيه ما يمكن ان نسميه “المواطن المستقر”. يعيش المواطن المستقر في عالم خاص به، وتنحصر اهتماماته في ثلاثة اشياء:
1. الدين
2. لقمة العيش
3. كرة القدم.

– الدين عند المواطن المستقر لاعلاقة له بالحق والعدل، وإنما هو مجرد أداء للطقوس، واستيفاء للشكل، لا ينصرف غالبا للسلوك..
فالذين يمارسون بلا حرج (الكذب والنفاق والرشوة) يحسون بالذنب فقط إذا فاتتهم إحدى الصلوات ! وهذا المواطن لا يدافع عن دينه إلا إذا تأكد أنه لن يصيبه أذى من ذلك، ويفعل الفاحشه والفساد فى بلاده جهارآ وبعد ذلك يحمد الله.

– لقمة العيش هي الركن الثاني لحياة المواطن المستقر فهو لا يعبأ اطلاقا بحقوقه السياسية ويعمل فقط من أجل تربية أطفاله حتى يكبروا فيزوج البنات ويشغل أولاده ثم يقرأ في كتبه المقدسة.

– أما في كرة القدم فيجد المواطن المستقر تعويضاً له عن أشياء حرم منها في حياته اليومية..
كرة القدم تنسيه همومه، وتحقق له العدالة التي فقدها، فخلال 90 دقيقة تخضع هذه اللعبة لقواعد واضحة عادلة تطبق على الجميع.

المواطن المستقر هو العائق الحقيقي أمام كل تقدم ممكن، ولن يتحقق التغيير إلا عندما يخرج هذا المواطن من عالمه الضيق ويتأكد أن ثمن السكوت على الاستبداد أفدح بكثير من عواقب الثورة ضده…

السلام على بلاد المستقرين
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=2187566564618763&id=100000963222465