الادعاء يركز على “اكاذيب” المدير السابق لحملة ترامب مع قرب انتهاء المحاكمة

بغداد – الاعمار
بول مانافورت، المدير السابق لحملة ترامب الانتخابية، لدى وصوله المحكمة في 15 حزيران/يونيو 2018 في واشنطن
أنهى المدعون في محاكمة بول مانافورت مداولاتهم الأربعاء باتهام المدير السابق لحملة الرئيس دونالد ترامب الانتخابية بنسج أكاذيب لتجنب دفع ضرائب على مئات ملايين الدولارات التي كسبها من عمله مستشارا لسياسيين في أوكرانيا مدعومين من روسيا.
من ناحيتهم سعى محامو الدفاع للتشكيك في مصداقية الشاهد الرئيسي للمحكمة في القضية، على خلفية التحقيق الذي يجريه المستشار الخاص روبرت مولر في التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية عام 2016.
وقال مساعد المدعي العام غريغ اندريس لهيئة محلفين تضم ستة رجال وست نساء في اليوم ال12 من محاكمة مانافورت بتهمة التهرب الضريبي والاحتيال المصرفي إن “هذه القضية فيها الكثير من الأكاذيب”.
وصرح اندريس أن “السيد مانافورت كذب مرارا” اثناء محاولته إخفاء مبالغ حصل عليها بين 2005 و2014 من سياسيين في أوكرانيا.
وأضاف اندريس امام محكمة فدرالية غصت قاعتها بالحضور في الكسندريا بولاية فيرجينيا “السيد مانافورت كذب للاحتفاظ بالمزيد من الأموال عندما كانت بحوزته”.
ومانافورت (69 عاما) المستشار السياسي الجمهوري، يواجه 18 تهمة بالتهرب الضريبي والاحتيال المصرفي.
ولم توجه أي اتهامات لمانافورت متعلقة بالفترة القصيرة التي كان خلالها مديرا لحملة ترامب، لكن المحاكمة تعتبر اختبارا مهما لتحقيق مولر الذي ندد به ترامب تكرارا ووصفه بأنه “مطاردة” سياسية له.
وطلب القاضي توماس سيلبي ايليس من هيئة المحلفين في اعقاب انتهاء المرافعة النهائية العودة إلى المحكمة الخميس الساعة 9,30 (13,30 ت غ) لبدء المداولات.
وقال اندريس إن مانافورت الذي يمكن أن يحكم عليه بالسجن عشرات السنين، قدّم بيانات ضريبية كاذبة بين 2010 و2016 لإخفاء الأموال التي جمعها في اوكرانيا، عن مصلحة الضرائب الأميركية.

– كان يملك تلك الحسابات –
وبحسب الادعاء، أودعت الأموال في 31 حسابا في مصارف أجنبية معظمها في قبرص، ولم يبلغ مانافورت تكرارا مسؤولي المحاسبة لديه ومصلحة الضرائب الأميركية عن تلك الحسابات.
وقال اندريس “كان يملك تلك الحسابات، كان يسيطر عليها ويحركها متى شاء”، فيما كان مانافورت الذي ارتدى سترة كحلية يدون الملاحظات جالسا على طاولة هيئة الدفاع.
وأضاف أن مانافورت قدم بيانات كاذبة للحصول على قروض بملايين الدولارات من مصارف عندما كان يواجه صعوبات مالية.
والشاهد الرئيسي للادعاء ضد مانافورت، كان نائبه ريك غيتس الذي شرح لهيئة المحلفين كيف ساعد مديره في إخفاء أمواله في الخارج.
وسعى محامو الدفاع لابراز غيتس ككاذب ولص، مشيرين إلى أنه أقر بالذنب بجرائمه سعيا لعقوبة سجن مخففة.
وقال محامي الدفاع كيفن داونينغ إن “الحكومة ارادت رفع قضية ضد السيد مانافورت بأي ثمن لدرجة انها أبرمت صفقة مع ريك غيتس”. وأضاف “كان شخصا يثق به بول”.
وخلال ثلاث ايام من الادلاء بشهادته، أقر غيتس (46 عاما) بسرقة مئات آلاف الدولارات من مانافورت وإقامة علاقة غرامية خارج اطار الزواج قبل عشر سنوات.
ورد اندريس بالقول إن تركيز الدفاع على غيتس هو لتحويل الانتباه. وقال “يريدون صرف الانتباه”.
وأضاف المدعي العام “لا نطلب منك أن تُعجب به” مناشدا المحلفين مقارنة شهادة غيتس بشهادات أكثر من عشرين شاهدا آخرين استدعوا ضد مانافورت.

– يأمل بعفو –
خلال مرافعته التي طالب فيها بتبرئة موكله، قال المحامي ريتشارد ريسلينغ إن الحكومة فشلت في إثبات ذنب مانافورت بما لا يقبل الشك.
ورفض اندريس ذلك. وقال للمحلفين إن “الدفاع يطلب منكم تجاهل منطقكم”، مشيرا إلى أن “جميع الأدلة تشير إلى أن السيد مانافورت مذنب”.
وعرض الادعاء خلال المحاكمة أدلة على سنوات من الإسراف في الانفاق من قبل مانافورت — ملايين الدولارات على منازل وسيارات فخمة وسجاد وملابس ومنها 18 ألفا و500 دولار على سترة من جلد الثعبان.
لكن اندريس أضاف أن القضية “لا تتعلق بثروته”، مؤكدا أن “السيد مانافورت كان مدركا للقانون وانتهكه على أي حال”.
وقال المدعي الفدرالي السابق جيكوب فرينكل إنه من المحتمل أن تصدر المحكمة قرارات منفصلة. وأوضح هذا الشريك لدى مكتب المحاماة ديكنسون رايت أن “هذا يعني ادانته ببعض التهم وتبرئته في تهم أخرى وعدم القدرة على التوصل لقرار إطلاقا في تهم اخرى”.
واضاف أن “أكبر المخاوف في قضية بهذا الحجم والاهمية السياسية تتعلق بما إذا كان هناك محلّف أو أكثر ينفذ مهمة، أي أن يكون أحد المحلفين ولأسباب سياسية أو فلسفية، قرر كيف سيصوت أو ستصوت، بغض النظر عن الأدلة وتعليمات القاضي”.
وفيما أقر غيتس وسواه ممن وجه له مولر بالاتهامات، يصر مانافورت على المثول أمام المحكمة.
ومانافورت الذي عمل في حملات انتخابية للرؤساء الجمهوريين جيرالد فورد ورونالد ريغن وجورج بوش الاب وبوب دول، كان رئيسا لحملة ترامب من ايار/مايو لغاية آب/اغسطس 2016.
وأجبر على التنحي وسط تساؤلات بشأن عمله للرئيس الاوكراني السابق فكتور يانوكوفتيش الموالي لروسيا. ويقول الخبراء إنه ربما يأمل في الحصول على عفو من الرئيس ترامب.