واشنطن بوست: اليمن تحول لمستنقع وعلى أمريكا وقف دعم السعودية
بغداد – الاعمار
دعت صحيفة “واشنطن بوست” إلى ضرورة أن تتوقف الولايات المتحدة عن تقديم الدعم للتحالف السعودي الإماراتي في حربه باليمن، مؤكدة أن اليمن تحول إلى “مستنقع”، وأن الحرب لا نصر فيها خاصة بعد تكرار حوادث استهداف المدنيين من قبل طيران التحالف.
وقالت الصحيفة في افتتاحيتها إنه في التاسع من أغسطس الجاري قصفت طائرة تابعة للتحالف السعودي حافلة لنقل الطلاب، ما أدى إلى مقتل 40 طفلاً وفقاً للجنة الصليب الأحمر.
وتابعت الصحيفة: إنه “في الوقت الذي يدافع فيه المتحدثون السعوديون عن القصف والمجزرة المروعة، حتى قال أحدهم إن الحافلة كانت هدفاً عسكرياً مشروعاً، فإن مسؤولي إدارة ترامب (الرئيس الأمريكي) لم يقوموا بوقف الدعم والإسناد وتزويد طائرات التحالف السعودي الإماراتي بالوقود من قبل الجيش الأمريكي في إطار عملية دعم مستمرة”.
وأكدت أن الدعم الأمريكي ساعد في تنفيذ الغارة الجوية التي أدت إلى مقتل الأبرياء من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 إلى 16 عاماً، ومن ثم فالولايات المتحدة متواطئة بجريمة من جرائم الحرب المحتملة، خاصة أن حادثة قصف حافلة الأطفال بضحيان اليمنية لم تكن حادثة معزولة.
وتحدثت الصحيفة عن عمليات قصف سابقة شنها التحالف السعودي الإماراتي في اليمن استهدفت مدنيين، حيث سبق للتحالف أن قصف حفلات زفاف وجنازات وأسواق مواد غذائية، وأدت تلك العمليات إلى مقتل الآف المدنيين منذ أن أطلق السعوديون وحلفاؤهم في أبريل من العام 2015 حربهم في اليمن.
النائب الأمريكي ميكان تيد، قال في رسالة إلى وزارة الدفاع إن تزويد الولايات المتحدة للطائرات السعودية والإماراتية بالوقود، وتقديم وظائف الدعم التشغيلي وعمليات نقل الأسلحة، يمكن أن توصف بأنها عمليات مساعدة وتحريض على جرائم حرب محتملة.
وترى الصحيفة أن إدارة ترامب سعت لتبقى بعيدة عن الحملة، تماماً كما فعلت إدارة باراك أوباما، حيث كانت الرياض وأبوظبي قد وعدتا الإدارة السابقة والحالية بأن هذه الحرب ستكون نزهة، وسيكون بالإمكان هزيمة الحوثيين بسرعة، ولكن كانت النتيجة أن اليمن تحول إلى مستنقع، وإلى واحد من أسوأ أزمات العالم الإنسانية.
ويعاني نحو 8 ملايين شخص من المرض في اليمن، في حين سجلت إصابة قرابة مليون شخص بالكوليرا.
وأكدت الصحيفة ضرورة وقف الدعم الأمريكي لهذه الحرب المضللة التي لا يمكن الفوز بها، قائلة: إن “هناك مساراً واضحاً؛ وهو التفاوض بوساطة الأمم المتحدة التي دعت جميع الأطراف للقاء في جنيف، ومن بين الخطوات الأولى لهذا المسار وقف إطلاق النار، مع نقل السيطرة على ميناء الحديدة من قوات الحوثي إلى الأمم المتحدة، حيث يضمن هذا الميناء تدفق قرابة 70% من الإمدادات الغذائية والمساعدات لليمن”.
وتنقل الصحيفة عن مصادر في الأمم المتحدة تأكيدها قبول الحوثيين، الذين يحظون بدعم إيران، بهذه الخطة، واستعدادهم لإبرام مثل هذا الاتفاق، بوقت ما تزال السعودية والإمارات ترفضان مثل هذا المسار.
وترى الواشنطن بوست أن حليفتا أمريكا، السعودية والإمارات، لن تقبلا بهذه الخطوات إلا إذا شعرتا بأن الولايات المتحدة لن تقدم لهما مزيداً من الدعم في هذه الحرب.
ومن حسن الحظ، تقول الصحيفة، إن الكونغرس مارس مزيداً من الضغط على ترامب، الذي يبدو أنه ما زال في حيرة من أمره إزاء الأمراء السعوديين، على حد وصف الصحيفة.