العبادي يتشبث بالدعوة ويذلّ رجالها

محمد السيد محسن*
كثيرون روّجوا لفكرة ضعف العبادي استناداً لرغبة العراقيين برئيس وزراء قوي .. على الرغم من ان الأقوياء في تاريخ العراق البعيد والقريب كانوا من اكثر الخطّائين وأكثر من أهلكوا حرث العراق ونسله.
الا ان حيدر العبادي المتشبث بالدعوة اطاح بعد وصوله لرئاسة الوزراء بأسابيع فقط … بنوري المالكي الأمين العام لحزب الدعوة التي ينتمي له العبادي.
ومال العبادي الى ان يغمز من قناة “الحزب القائد” و” القائد الضرورة” في كناية لحزب الدعوة وتشبهه بحزب البعث وكذلك استهدافاً لما يراه تشبهاً للمالكي بصدام حسين.
بقي حيدر العبادي يسير بتوئدة دون ان يحس احد بقوته ، وبطريقة ناعمة استطاع ان يقف بوجه حزب الدعوة ويفرض على قادته الدخول بالانتخابات بكتلة ” دعوة” منفصلة عن الكتلة الممثلة للحزب وهي كتلة “دولة القانون” حتى ان قيادات الحزب أحسّت بحرج شديد لعدم تنازل العبادي عن رأيه بأن يشارك مع كتلة الدعوة حيث اشترط ان يأخذ الرقم “واحد” تاركاً الضغط يتحول على المالكي والذي تشبث كذلك بعدم التراجع عن الرقم “واحد” ، الامر الذي دفع الحزب ان يتنصل “صورياً” من الانتخابات وخيّر رجاله بالانضمام لكتلة المالكي او العبادي.
ثم بعد الانتخابات وقف العبادي ندّاً قوياً بوجه ابو مهدي المهندس “الداعية السابق” ورفض قراره بسحب قوات الحشد من بعض المناطق ، وكان هذا القرار جزءاً من تكتيك لقائمة الفتح لإحراج العبادي بملف أمني قد يسوء في حال اخراج قوات الحشد من مناطق ما زالت تحوي خلايا نائمة لتنظيم داعش الإرهابي، لقد كان موقف العبادي حازما تجاه مخططي ومنفذي هذا القرار.
وبعد كل ذلك دعا المالكي الى “اعادة” مفوضية الانتخابات ، ليجد العبادي مرة اخرى واقفا بوجهه رافضا عودة المفوضية ما لم يحسم القضاء أمره في قضية التحقيق بتزوير مزعوم اتهمت به المفوضية .
وأخيراً انتفض العبادي بوجه داعية اخر وان انتمى الى تيار الإصلاح المنفصم من حزب الدعوة ، فعزل فالح الفياض المقرب من المالكي والذي حضر معه لقاءات تحالف مهمة على الرغم من انه عضواً في كتلة “النصر” بقيادة العبادي
لكنه استبق الهجوم على غرمائه من “الدعاة” الذين يتربصون به وخصوصا المالكي الذي بات بعد الانتخابات يختفي وراء العامري والخزعلي والفياض أحياناً .
عزل العبادي الفياض من مهامه بذريعة تقاطع تلك المهام الأمنية مع عمله السياسي وهو يعلم ان قراره اما خبيثاً او متأخراً …والارجح هو الاول حيث ان الفياض شارك بالانتخابات وهي فعالية سياسية وليست أمنية ، مع العبادي في كتلته ، لكن العبادي أراد ان يوصل رسالة لمن يقف بوجهه ويتآمر للايقاع به بأنه قادر على المشاكسة وان كانت الضحية من حزب الدعوة .
ومع ذلك ما زال العبادي لم يفكر بالانسحاب من حزب الدعوة على الرغم من دعوة الصدر له وجعل انسحابه من الحزب شرطاً لترشيحه باسم كتلة سائرون لمنصب رئيس الوزراء ،
العبادي ما زال ينتظر انتهاء دور المالكي ليسقط او يضعف فيستحوذ على الحزب كما استحوذ على رئاسة الوزراء ، ليعيد تجربة المالكي الذي استحوذ على منصب الأمانة العامة لحزب الدعوة من الجعفري بعد ترشيح الأخير له رئيساً لوزراء العراق
الامر الذي لم يتحمله الجعفري فانفصل عن حزب الدعوة بتيار “دعوچي” اخر اسمه : تيار الإصلاح .
العبادي يحلم ويصارع وحزب الدعوة يجد نفسه في حرج احياناً وأحياناً يحس بقوته وترسيخ وجوده في العملية السياسية في العراق بعد عام ٢٠٠٣ حين ان كل المتصارعين والمتنافسين سينجبون رئيس وزراء عراقي من حزب الدعوة.
ليتحقق حلم حزب الدعوة بالبقاء على سطح المشهد من خلال منصب رئاسة الوزراء.

*رئيس التحرير