الاتحادات العربية كلها هياكل بالية وأسماء منخورة

كتب الدكتور عباس كاظم على صفحته في الفيسبوك:
الاتحاد العربي لكرة القدم، اتحاد الأدباء والكتاب العرب، اتحاد الصحافيين العرب، اتحاد البرلمانات العربية، اتحاد أي شيء عربي، الجامعة العربية…إلخ

كلها هياكل بالية وأسماء منخورة. أخرجوا العراق من جميع هذه المستنقعات العربية والقومية واحفظوا كرامته على الأقل، إذا لم تكن لكم أنتم كرامة تريدون الحفاظ عليها كمسؤولين.

في تموز 1958، حين لم تكن لدى معظم العرب دول معترف بها وأعلام، كان العراق على وشك التوقيع النهائي على ميثاق “حلف بغداد” الذي وضع العراق وتركيا وإيران وباكستان وبريطانيا في ما يوازي “حلف الناتو” و”حلف وارشو”. وكانت أميركا في طريقها إلى الانضمام. وكان مقر الحلف في بغداد — ليس في لندن أو واشنطن أو طهران أو أنقرة. نعم في بغداد واسمها هو الذي أطلق على الحلف الستراتيجي، وليست أسماء تلك العواصم.

في تلك الأثناء، وفي غفلة من الزمن، أتى مجموعة من الضباط العراقيين المتخلفين فكرياً التافهين في كل شيء والعاجزين عن كل شيء سوى التخريب والسادية فحطموا كل تلك الخطط العظمى ليعيدوا العراق إلى المستنقع العربي الآسن وإلى شعارات عبد الناصر الجوفاء ويمهدوا لهيمنة فكر ميشيل عفلق الاستبدادي. أما وقد تركنا كل ذلك وراءنا بعد 2003، فقد آن الأوان للعودة إلى طريق بناء مستقبل العراق بعيداً عن الفكر القومي العنصري وبعيداً عن التعصب الديني والخروج معه إلى فضاء الإنسانية.

هل يعني ذلك أن نعادي العرب؟ لا، بكل تأكيد. وإنما نتعامل معهم ومع غيرهم على أساس الإنسانية أولاً، فلا يكون شرارهم أفضل عندنا من خيار غيرهم لمجرد كونهم عرباً.

لقد خسر العراقيون هويتهم الوطنية بسبب الفكر القومي العروبي والفكر الديني الممتد إلى خارج الحدود على شكل ولاءات هنا أو هناك، فأصبح العراقيُّ متشبثاً بقريب له خارج الحدود ونسي جارَهُ العراقيَّ الذي لا يشترك معه في قوميته. لا نزال نحفظ كالأطفال نشيد “بلادُ العُرْبِ أوطاني” وننسى أن معظمها لا تعطينا فيزا، وتلك التي تفعل تعتدي على كرامتنا على الحدود.

https://www.facebook.com/abbas.kadhim.9/posts/10156549654944976