“ألق بغداد”.. مشروع لإعادة رونق العاصمة المفقود

بغداد – الاعمار
“ألق بغداد” مبادرة أطلقها الموسيقار العراقي وعازف العود، نصير شمة؛ تهدف إلى إعادة رونق العاصمة الذي فقدته بسبب الإهمال والحروب التي عانت منها طوال السنوات الماضية.
وأطلق نصير شمة مبادرة “ألق بغداد”، في 13 أغسطس 2017، والتي تهدف إلى بناء وترميم 21 ساحة في العاصمة بغداد، ابتداء من أكتوبر الجاري، ولاقت الحملة اهتماماً كبيراً ودعماً مباشراً من قبل الرأسمال المصرفي الوطني، وعبر رابطة المصارف العراقية.
وتحدّث الموسيقار نصير شمة قائلاً: “هذه المبادرة تهدف إلى إعادة رونق وجمال مدينة بغداد التي عانت من الإهمال وعدم الاهتمام نتيجة ما مرّ بالبلد من ويلات الحروب والدمار، لذلك وجب علينا أن ننهض بها من جديد لقيمتها وعمقها الحضاري الكبير، وما قدّمته للإنسانية من منجزات فكرية وعلمية وحضارية ما زالت شاخصة إلى يومنا هذا”.
وأضاف: “لاقت هذه المبادرة إعجاب الكثير من المسؤولين والشخصيات الهامة في العراق، وخاصة رئيس رابطة المصارف العراقية، وديع الحنظل، الذي دعمها بقوة وقدَّم الدعم المادي من خلال جمع أكثر من 8 مليارات دينار عراقي (7 ملايين ونصف المليون دولار أمريكي) من 27 مصرفاً خاصاً وحكومياً، وتم إيداعها في صندوق خاص بالمشروع في البنك المركزي العراقي”.
المبادرة دُعمت من قبل الأمانة العامة لمجلس الوزراء، والبنك المركزي، ووزارة الموارد المائية، ووزارة الكهرباء، وأمانة بغداد، التي تقع على عاتقها مسؤولية نظافة العاصمة، وبرعاية مالية من قبل رابطة المصارف العراقية الخاصة.
وشملت المرحلة الأولى من المشروع 11 ساحة من ساحات بغداد المهمّة، التي تقع في جانبي الكرخ والرصافة؛ ألا وهي: الواثق، والفارس العربي، والنسور، وشيخ معروف، والطيران، و52، ووهران، ومظفر النواب، والمثنى، والأئمّة، وجدة.
مستطرداً بالقول: “أما الساحات المتبقّية من المشروع ضمن المحور الأول من مبادرة ألق بغداد فيجري العمل على إنجازها وفق ما هو مخطّط لها، وبشكل متتابع، وتشمل 9 ساحات؛ وهي: المتحف، وعنتر بن شداد، وعبد المحسن الكاظمي، والحمزة، والتحريات، وحلّة بغداد، وشهيد المحراب، و83، والنادي التركماني”.
أعمال الصيانة والترميم، بحسب صاحب المبادرة، تتم وفق أحدث المواصفات والمعايير الفنية والعمرانية العالمية، لتظهر ساحات بغداد بحلة جديدة، حيث تشمل تلك الأعمال نافوراتٍ وقطعاً نحتية، ولوحات فنية نفّذها فريق من الفنانين والمهندسين والنحّاتين العراقيين، فضلاً عن الإنارة والشاشات العملاقة.
ومن أبرز الصعوبات التي تواجه المشروع، يقول شمة: “هناك صعوبات كبيرة وعديدة في عملنا؛ لأنه متداخل مع أكثر من وزارة، أبرزها الموافقات الأمنية لدخول المواد، إضافة إلى مشكلة الكهرباء والماء، التي تعتبر من المشاكل العظيمة، لكن بفضل تعاون المؤسسات الحكومية استطعنا تجاوز تلك المشاكل”.
الموسيقار العراقي أكّد أن “مشروع ألق بغداد لا يقتصر على ساحات بغداد فحسب، بل سيشمل مشاريع سياحية وثقافية؛ أبرزها مشروع غابة بغداد، في منطقة التاجيات شمالي بغداد، والتي ستكون واحة سياحية ومتنفّساً لأهالي بغداد، وأيضاً مشروع (درابين أبو نواس) الذي سيغير شكل الشارع جذرياً ويضفي عليه لمسات جمالية تشمل المسارح والمقاهي والمطاعم، وسيتم إطلاق أسماء كبار مبدعي العراق عليها”.
وتابع: “مشروع تأهيل وتطوير الباب الوسطاني من سور بغداد التاريخي ليعكس قيمته التاريخية والحضارية والسياحية، إضافة إلى مسرح اليونسكو، في شارع المتنبي مقابل بناية القشلة، والذي سيكون متعدّد الفعاليات الثقافية والفنية، وسيتم إنجازه بالتعاون مع منظمة اليونسكو، فضلاً عن بناء متحف الحضارات على أرض مطار المثنى وسط العاصمة، وسيُقام وفق أحدث المواصفات العالمية”.
ومن مشاريع شمة المستقبلية مشروع “جسر المعرفة”، الذي يهدف إلى توفير الفرصة للخريجين للدراسة خارج العراق، وباختصاصات علمية عليا، ومن ثم العودة إلى العراق للإسهام في بنائه، و”ألق بغداد للبيئة”، الذي سيتولّى تحسين البيئة العراقية، وزيادة المساحات الخضراء ومكافحة التصحر في بغداد والمحافظات.
فضلاً عن “ألق بغداد للفنون”، الذي يهدف إلى تطوير شارع السعدون العريق، الذي يُعدّ من أشهر شوارع بغداد، وإضفاء لمسات جمالية عمرانية وثقافية وفنية عليه، إضافة إلى مشاريع أخرى تشمل تطوير العمل الإعلامي وصندوق المبادرات المجتمعية لدعم منظمات المجتمع المدني.
وأردف شمة قائلاً: “مبادرة ألق بغداد ستشمل المحافظات الأخرى أسوة بالعاصمة بغداد، وفي مقدّمة هذه المحافظات محافظة بابل، حيث شكّلت لجنة تضم أسماء مهمّة من أبناء المحافظة تتولّى عملية جمع الأموال، وتحديد الأماكن والمرافق التي تحتاج إلى إعادة تطوير وتأهيل، ومن ضمنها الساحات والمراكز الثقافية الفنية؛ لإضفاء لمسات جمالية وسياحية وعمرانية وترفيهية تنسجم مع مكانة بابل الحضارية والتاريخية”.