السعودية تقدّم رواية مرتبكة لمقتل خاشقجي تكذّب بن سلمان

بغداد – الاعمار
قدّمت المملكة العربية السعودية رواية رسمية مرتبكة ومُحرجة لمقتل الإعلامي المعروف، جمال خاشقجي، داخل قنصلية الرياض في مدينة إسطنبول التركية، بعد 18 يوماً من الإنكار، مدَّعية أنه قُتل في ذلك اليوم بشجار وقع بالقنصلية.
فقد كذّبت الرواية الرسمية، التي نشرتها وكالة الأنباء السعودية الرسمية، فجر السبت 20 أكتوبر، ما كان أعلنه ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، وشقيقه خالد (سفير الرياض في واشنطن)، والقنصلية السعودية في إسطنبول، والداخلية السعودية؛ بأن جمال دخل القنصلية وأنهى معاملة خاصة به ومن ثم غادر القنصلية حياً، دون أن يُقدّم أي دليل على خروجه، بزعم أن كاميرات المراقبة لم تكن تسجّل.
وكان بن سلمان قد صرّح لوكالة “بلومبيرغ” الأمريكية أن خاشقجي خرج من القنصلية بعد دقائق أو نحو ساعة من إنجاز معاملة له، وقال حينها: “مستعدّ للسماح لتركيا بتفتيش قنصلية السعودية، وليس لدينا ما نخفيه”.
من جانبه نفى وزير الداخلية السعودي، الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف، الأنباء التي كانت تتحدّث عن مقتل خاشقجي، وقال: “ما تم تداوله بوجود أوامر بقتله هي أكاذيب ومزاعم لا أساس لها من الصحة تجاه حكومة المملكة”.
ورغم التأكيد والإصرار على نفي رواية مقتل خاشقجي من قبل الجهات السعودية الرسمية وإعلامها، واتّهام من يذكر ذلك بأنه “معادٍ للمملكة”؛ شكّك الكثيرون بالرواية السعودية وقالوا إنها غير مترابطة وتثير الشكوك في الكثير من جزئياتها، لا سيما أن إعلان الرواية تزامن مع إقالة كبار المسؤولين السعوديين، خاصة نائب رئيس الاستخبارات العسكرية، أحمد عسيري، والمستشار في الديوان الملكي سعود القحطاني، إلى جانب عدد من المسؤولين العسكريين.
وبحسب ما أعلنته الرياض رسمياً؛ فإن خاشقجي قُتل داخل القنصلية السعودية، يوم الثاني من أكتوبر، إثر “شجار” مع شخص حضر إلى القنصلية لمقابلة خاشقجي.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية عن مصدر مسؤول قوله إن مناقشات الشخص الذي ذهب لمقابلة خاشقجي تطوّرت بشكل سلبي، ما أدّى إلى حدوث شجار، مشيراً إلى أنه بعد وفاته إثر العراك مع المشتبه بهم تمت محاولة التكتّم على ما حدث والتغطية عليه!
ولم تكشف السعودية عن مكان وجود جثة جمال خاشقجي، لا سيما أن السلطات التركية ما زالت تبحث عنها، ولم تعثر عليها داخل القنصلية.
كما تساءل المتابعون عن سبب مغادرة القنصل السعودي في إسطنبول، محمد العتيبي، قبيل تفتيش منزله، إلى جانب أن اسمه لم يُذكر بالمراسيم الملكية ولم تحمّله أي مسؤولية حتى الآن بشأن جريمة قتل خاشقجي، وما مصيره بعد الإقرار الرسمي بارتكاب الجريمة داخل القنصلية؛ لكونه الشاهد الرئيس على ما حصل.
يُشار إلى أن مصادر أمنية تركية كشفت النقاب لأكثر من وسيلة إعلام عالمية عن وصول 15 شخصاً (تشير التحقيقات إلى أنهم فرقة الاغتيال التي قتلت جمال خاشقجي) بالتزامن مع دخول جمال إلى القنصلية، في الثاني من أكتوبر الجاري، وسرّبت المصادر العديد من الصور للـ15، الذين سارعوا إلى العودة للرياض بعد تنفيذ جريمتهم.
وبحسب المواقف الأولية الصادرة من أعضاء الكونغرس الأمريكي؛ فإن السعودية فقدت المصداقية في قضية اغتيال جمال خاشقجي، لا سيما أنها ضلّلت العالم أجمع، واعترفت بها بعد مرور 18 يوماً، حتى ترتيب الرواية، بحسب اعتقادهم.
وقال السيناتور الجمهوري الأمريكي، لينزي غراهام، الذي انتقد السعودية بشدة بعد اختفاء الصحفي جمال خاشقجي، إنه متشكّك جداً في تفسير السعودية لموت خاشقجي.
وأضاف غراهام في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: “أقل ما يمكن أن أقوله هو إنني متشكّك في الرواية السعودية الجديدة بشأن السيد خاشقجي”.