مفاجأة تنقذ العراق من كارثة تنهي الحياة

بغداد – الاعمار
كارثة قد تؤدي إلى قتل الحياة والملامح الأثرية العائدة إلى السومريين، كانت تهدد العراق قبل وقت قصير، مع النزاعات والحرب على الإرهاب، والأزمات السياسية والغليان الشعبي في أقصى الجنوب الغني، الأكثر تضررا.
وخلال اليومين الماضيين، شهد العراق، مفاجئة غير مسبوقة منذ سنوات، أنقذته من تغيير ديموغرافي يمحي أهم موارده، وتمثلت بانتعاش نهر دجلة بعد أن كان مهددا بالزوال من جفاف جرده في أبرز تفرعاته وشواطئه.
وتمثلت المفاجئة بهطول كميات كبيرة من الأمطار تركزت أغلبها في المحافظات الشمالية التابعة لإقليم كوردستان، والعاصمة بغداد، وأخرى في الوسط والجنوب موطن الأهوار الشهيرة المشبهة بفينيسيا الإيطالية.
تحدث الناشط البيئي في محافظة ميسان، أحمد صالح نعمة، عن انتعاش نهر دجلة، والأهوار التي جفت بالكامل قبل وقت قصير، قائلا: “قبل يوم، نزلت كميات كبيرة جدا من الأمطار، غير مسبوقة في محافظة ميسان، “جنوبي العراق”، حتى في السنوات السابقة، وكانت مفاجئة كبيرة، ساهمت بارتفاع منسوب المياه في نهر دجلة ودخولها في حوضي الأهوار وعلى رأسها هوري الحويزة، والعظيم”.
وأضاف نعمة، نتأمل خلال الأيام المقبلة بقاء استمرار نهر دجلة بمنسوبه العالي نتيجة الأمطار القادمة من إيران، ونهر دجلة في وسط البلاد، والعاصمة بغداد، والمناطق الشمالية الأمطار — أي من الأمطار الداخلية والخارجية.
وبشأن خطر الجفاف، أخبرنا نعمة، أن الخطر لازال لو لم يتخذ العراق إجراءات بتنظيم المياه الداخلية، أما هو كجفاف ممكن أن يعود في الصيف المقبل… متوقع جدا.
وقبل نحو شهر، كان الجفاف قد وصل إلى أهوار جنوب العراق، في محافظة ميسان تحديدا، وحتى “هور الحويزة” المضاف على لائحة التراث العالمي المحمي ضمن محميات اليونسكو جف هو الأخر، بعد أن كانت المياه فيه مرتفعة، وصافية تصل نسبة صفائها إلى 100 بالمئة.
وقد واجه نهر “دجلة” الذي ينبع من جبال طوروس، جنوب شرقي الأناضول في تركيا ويمر في الأراضي السورية، وبعدها يدخل العراق عند بلدة فشخابور، منذ منتصف العام الجاري، خطر الجفاف إثر سد أليسو التركي، بعد شهور قليلة من تنظيفه من الدماء والجثث التي طالما رماها “داعش” الإرهابي (المحظور في روسيا)، بعد قتله المدنيين، في محافظات نينوى، وصلاح الدين، والأنبار، شمال وغربي البلاد.
وجاء انتباه العراق بعد أن وصل الضرر وكاد دجلة أن يجف، ليخرج وزير الموارد المائية، السابق، حسن الجنابي، مصرحا قائلا “قد لا نستطيع إيصال مياه الشرب إلى المدن الكبيرة أسفل بغداد، وهي الناصرية، الكوت، البصرة، العمارة، السماوة”.
وصرح السفير التركي في العراق فاتح يلدز، 5 حزيران/ يونيو الماضي، أن بلاده “تصرفت بكرم وقامت بتأجيل خزن المياه في سد “إليسو” وأن التأجيل كلف تركيا الكثير”، مشددا على أن ما تتناقله وسائل الإعلام في هذا الشأن غير صحيح.
وأضاف يلدز خلال مؤتمر صحفي عقده في بغداد “عند زيارة حيدر العبادي” رئيس الوزراء العراقي السابق، لنا عام 2017 أبلغناه أننا أكملنا السد وأننا نستعد لملئه”، لافتا إلى أن “خزانات السد ستمتلئ في أقل من سنة وليس كما يروج في بعض وسائل الإعلام أن الملء سيتجاوز الخمس سنوات”، مشددا على أن “ما تناقلته مواقع التواصل الاجتماعي من جفاف نهر دجلة سببه هو جفاف منابع النهر وربطها بملء السد هو غير صحيح على اعتبار أن يومين من إغلاق الماء والبدء بملء السد من غير المعقول أن يجعلا نهر دجلة جافا في بغداد بهذه السرعة”.
كما أوضح السفير التركي: “بشأن ما تم تداوله على مواقع التواصل حول تخصيص نسبة 75 بالمائة من المياه لنهر دجلة و25 بالمائة للسد، فإن هذا الأمر لا صحة له ولم نتفق لحد الآن مع الجانب العراقي على إطلاقات النسب بل تم الاتفاق على إطلاق كميات من المياه حسب الحاجة المطلوبة “، مؤكدا أن “السد هو لتوليد الطاقة الكهربائية وليس للسقي، وبعد خزن المياه سنبدأ بتوليد الطاقة وستطلق المياه أوتوماتيكيا بعدها”.
بالإضافة إلى تركيا، إيران لها أثر على المياه أيضا، لأنها قامت منذ شهور، بإغلاق الزاب الصغير الذي يغذي سد “دوكان” في إقليم كردستان، ومن جهة جنوب العراق، أغلقت نهر الكرخة الذي يغذي هور الحويزة في ميسان، وفي البصرة أغلقت نهر الكارون الذي يغذي شط العرب في البصرة، ويصد اللسان الملحي ويساهم في عذوبة الشط.