مختصون يحذرون من مخاطر تزايد حالات تعاطي المخدرات بين طلبة المدارس في ذي قار

بغداد – الاعمار
حذر مختصون في مجال مكافحة المخدرات من مخاطر انتشار تعاطي المخدرات والأقراص والعقاقير المخدرة بين طلبة المدارس في محافظة ذي قار، وفيما أشاروا الى تزايد حالات تعاطي المخدرات بين أوساط الطلبة، شددوا على أهمية تفعيل دور إدارات المدارس والمرشد التربوي والأسرة والمجتمع في الحد من مشكلة تعاطي المخدرات التي أخذت تستفحل في المجتمع.
وقال ممثل تربية ذي قار حيدر سعدي، خلال مشاركته في ندوة مخاطر وأضرار تعاطي المخدرات التي نظمتها شعبة البيئة والصحة المدرسية على قاعة نقابة المعلمين في ذي قار، إن “أعمال الندوة التي شارك فيها ممثلين عن تربية ذي قار ومكافحة المخدرات ودائرة الصحة والأدلة الجنائية وحضرها عدد من المرشدين التربويين وإدارات المدارس وعدد من المهتمين بمكافحة المخدرات ركزت على الجانب الوقائي وطرق الحد من انتشار المخدرات في المدارس”، مشيراً الى أن “تفاقم مشكلة المخدرات في المجتمع تستدعي أن نقف عندها ونقرع ناقوس الخطر للتحذير منها ونبحث عن سبل منع انتشارها بين أوساط الطلبة”.
وأضاف أن “كميات المخدرات التي تدخل العراق باتت أكبر من السابق، فبعد أن كانت تدخل بكميات صغيرة ومحدودة أصبحت اليوم تدخل بالاطنان عبر المنافذ والموانئ العراقية بحسب ما كشفته وسائل الاعلام مؤخراً”، ولم يستبعد سعدي وقوف مافيات وعصابات منظمة وراء ذلك.
وأشار ممثل تربية ذي قار الى أن “المشاركين بالندوة تقدموا بدراسات متعددة حول مخاطر تعاطي المخدرات في المدارس والمجتمع وشخصوا أسباب انتشارها وطرق الوقاية منها “، مشددين على أهمية حماية المدارس من تفاقم مشكلة المخدرات وأضرارها على العملية التربوية فضلا عن اضرارها الاجتماعية والصحية”.
ولفت الى أن “الندوة خلصت الى جملة من الأفكار والتوصيات من بينها تفعيل دور المرشد التربوي وإدارات المدارس والأسرة والمجتمع والمؤسسات الصحية والامنية في تشخيص أسباب انتشار المخدرات بين أوساط الطلبة ومعالجة تلك الأسباب بطرق تربوية وعلمية تحمي المدارس من مخاطر المخدرات”، منوهاً الى أن “تعاطي المخدرات ليس مقتصراً على فئة أو مجموعة بعينها من فئات المجتمع أو مرتبط بمستوى اقتصادي معين بل إنها مشكلة تؤثر وبشكل كبير فى مجتمعاتنا ككل”.
وأضاف سعدي إن “تعاطي وإدمان المخدرات ليس مقتصراً فقط على المدارس الثانوية فحسب بل فى المدارس الإعدادية والابتدائية على السواء، وبالرغم من اقتصار الاتجار فى المخدرات على البالغين إلا أن الوسيط الذى يقوم بجلب المخدرات داخل المدارس هو أحد التلاميذ من طلبة المدرسة”، مشدداً على أهمية تفعيل دور الآباء وأعضاء الهيئات التدريسية في الكشف المبكر عن حالات التعاطي بين الطلبة وتعزيز خبراتهم في التعامل معها”.
وأوضح أن ” الكشف المبكر من شأنه أن يساعد في الحد من انتشار التعاطي في المدارس ويسهل عملية معالجة المتعاطين للمخدرات قبل بلوغهم مرحلة الإدمان”.
وأشار ممثل تربية ذي قار الى أن “المشاركين بالندوة طرحوا خطة علمية وتربوية تهدف الى جعل المدارس خالية من ظاهرة تعاطي المخدرات، وبينوا دور كل من الاسرة والطالب وإدارة المدرسة والمجتمع والمؤسسات الحكومية والمجتمعية في تلك الخطة”، مشدداً على اهمية وضع برامج وسياسات حازمة ضد التعاطي تتسم بالعدالة والانتظام وتتزامن مع تطبيق إجراءات أمنية ورقابية فاعلة للقضاء على تعاطي المخدرات داخل أسوار المدرسة”.
وأكد سعدي على اهمية اعتماد مناهج دراسية للتعريف بمخاطر الادمان على المخدرات وطرق الوقاية منها، مشدداً على ضرورة الاهتمام بالنشاطات اللاصفية والفعاليات الثقافية ودروس الرياضة والتربية الفنية وتنمية مواهب وقدرات ووعي الطلبة كي يكونوا بمنأى عن مخاطر تعاطي المخدرات.
وكان المشاركون بندوة مكافحة المخدرات في المدارس والجامعات التي نظمتها منظمة النجدة الشعبية على قاعة نقابة المعلمين في ذي قار منتصف ايلول 2018، عزوا انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات والإتجار بها الى هشاشة الوضع الأمني والى توظيف عوائد المخدرات بتمويل الأحزاب، وفيما حذروا من مخاطر انتقال مظاهر تعاطي المخدرات الى المؤسسات التعليمية، أكدوا انتشارها في المناطق العشوائية ولجوء الشباب العاطلين عن العمل الى المتاجرة بها.
وكانت قيادة شرطة ذي قار قد أعلنت خلال مؤتمرها السنوي عن تسجيل ارتفاع ملحوظ في جرائم تعاطي وترويج المخدرات بواقع 14 بالمئة خلال عام 2016 مقارنة بمعدلاتها خلال عام 2015.
وتشير الإحصاءات الأمنية، الى أن عدد المعتقلين بجرائم المخدرات بلغ (247) متهماً عام 2016 يتوزعون بواقع (103) مهربين ومتاجرين بالأقراص المخدرة، و(88) حائز أقراص مخدرة و(56) متعاطياً، في حين يبلغ حجم المواد المخدرة المضبوطة (35) ألفاً و (914) قرصاً مخدراً، فضلا عن كميات أخرى من مادتي الحشيشة والكرستال المخدرة.

المصدر: جريدة المدى