اسوشيتد برس: هذه اسباب تأخر إستعادة الموصل

بغداد – الإعمار
تعتبر عملية استعادة الموصل على يد القوات الأمنية العراقية ضد تنظيم داعش منذ ما يقارب الثلاث سنوات هي الأطول والأكبر ضد الجماعة الارهابية داعش.
الموصل التي تعد ثاني أكبر مدن العراق بعد العاصمة بغداد، كانت مركزاً لوجستياً واقتصادياً رئيسياً لتنظيم داعش حين ظهر المسلحون فيها قادمين من سوريا.
وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي قد تعهد بنهاية الحرب وتحرير الموصل في نهاية عام 2016، لكن القتال استمر رغم ان تنظيم داعش يواجه هزيمة حتمية تاركاً بالوقت نفسه دماراً ومعاناةً انسانية عقب انتهائه.

التضاريس
الموصل تلك المدينة الكبيرة التي تتكون أحيائها من مناطق كثيفة وأزقة قديمة مزدحمة وضواحي زراعية، يصفها التحالف الدولي من أعقد التضاريس التي شهدت أشرس المعارك واشدها منذ عقود.
الحرب كانت صعبة بإمتياز، فقناصة داعش يطلقون النار على القوات العراقية المتقدمة من داخل غرف النوم وأسطح المنازل ومآذن المساجد. وتحولت الحواجز التي نصبها مسلحو داعش الى كتل ومتاهات استخدموها لاخفاء السيارات المصفحة المفخخة.
في البداية، عززت القوات العراقية وجودها بشكل عميق بالموصل بسرعة كبيرة، وتعرضت لخسائر كبيرة على يد مسلحي داعش الذين على اطلاع واسع بالتضاريس. وحين تباطأت القوات العراقية بتقدمها إلى بضع مئات الامتار، شكّلت تحركات منسقة عبر جهات متعددة، مما ادى الى تراجع دفاعات داعش وأصبحت القوات العراقية قادرة على تأمين المزيد من الانتصارات وتقليل خسائر المعركة.

المدنيون
حين بدأت عملية استعادة السيطرة على الموصل في شهر تشرين الثاني الماضي، قدرت الأمم المتحدة أن أكثر من مليون مدني مازالوا يعيشون في المدينة. وخلافاً للمعارك الحضرية السابقة ضد داعش، طلبت الحكومة العراقية من مدنيي الموصل البقاء في منازلهم من اجل تجنب وقوع اصابات والحد من نزوح الأسر التي تحتاج الى مخيمات ومساعدات.
وقال قادة عراقيون عسكريون إن “وجود المدنيين داخل الموصل أوقف القتال وتباطأت وتيرة العمليات العسكرية، كما أن القوات الأمنية يجب أن لا تعتمد على الضربات الجوية والمدفعية لتطهير الأراضي”.
وأشاد التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن بالقوات العراقية واحترامها للحياة الانسانية في المعركة. بينما التحالف الدولي ارتكب مجزرة بحق المدنيين حين ضربت غارة جوية عدة منازل اودت بحياة المئات من الابرياء في شهر آذار الماضي، مما دفع البنتاغون الى تشكيل لجنة تحقيقية في الحادثة وكانت النتائج مستفزة للعراقيين.

دور القوات الأمنية والتحالف الدولي
زاد التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن بشكل مطرد بصماته في العراق ولاسيما بالفترة السابقة. إذ وُصفت الحرب الامريكية ضد داعش ببداية الحرب ضد الارهاب وسط تعهد قادة سياسيين وعسكريين امريكان بعدم سحب قواتهم البرية بعد انتهاء الحرب في العراق.
وتتمركز القوات الامريكية حالياً في عدد من القواعد بمنطقة الموصل، واعترف البنتاغون بأن مئات الجنود الامريكان يعملون داخل الموصل لدعم القوات البرية.
وماتزال القوات الأمنية تحتل الصدارة على الأرض في الموصل بعد أكثر من سبعة أشهر من المعارك الشرسة، وتعرضت القوات الخاصة لبضعة خسائر خلال معركة تحرير شرق الموصل، فيما تقدمت قوات الشرطة الاتحادية التي تتمتع بخبرة محدودة في قتال الشوارع.

اللعبة انتهت
وكانت القوات الأمنية اعلنت في الأيام الماضية عن تحرير العديد من المناطق من تنظيم داعش، بالتزامن مع حلول شهر رمضان الذي يمتنع فيه المسلمون عن الأكل والشرب من ساعات الصباح الأولى حتى غروب الشمس.
العمليات العسكرية الاخيرة وصفها الجيش العراقي بـ “الحذرة”، وإن التحالف حذر ايضاً من ما تبقى من عمليات عسكرية.
وفي مدينة الموصل القديمة حيث القتال الأشرس، قدرت الأمم المتحدة وجود 100 الف مدني محتجز على يد تنظيم داعش، فيما ألقت القوات العراقية منشورات على تلك المنطقة وابلغت المدنيين بالفرار في محاولة تسهيل العمليات العسكرية لاعلان التحرير.