نيوز ويك: يجب أن تعترف امريكا بأهمية الحشد الشعبي

بغداد – الإعمار
تناقلت وسائل الإعلام منذ يوم أمس الاول، تقدم فصائل الحشد الشعبي ضد تنظيم داعش نحو الحدود السورية، حيث تؤمن الوحدات العسكرية الشيعية هناك الطريق الرابط والموازي الذي كان يسيطر عليه مسلحو تنظيم داعش في الأراضي السورية.
الفصائل المسلحة الشيعية دفعت الارهابيين غرباً وبشكل إستراتيجي بقايا اوكار التنظيم الارهابي الذي اعلن خلافته المزعومة في عام 2014 بالعراق.
تعتبر فصائل الحشد الشعبي جزءاً من تحالف عسكري يضم الجيش العراقي والقوات الكردية فضلاً عن التحالف الدولي الذي يسعى الى إنهاء تنظيم داعش في معقله الأخير بالموصل. ومع اقتراب القوات الصديقة من استعادة الأحياء من تنظيم داعش، تتوجه فصائل الحشد الشعبي نحو سوريا لتأمين الحدود، وفقاً لوكالة رويترز.
فيما نقلت وكالة الاسوشيتد برس نقلاً عن المتحدث بإسم فصائل الحشد الشعبي أحمد الأسدي قوله “هذه الخطوة ستكون الأولى لتحرير كامل الحدود”. مضيفاً أن “هذا الانتصار سيكون حافزاً هاماً للجيش العربي السوري لتأمين كامل حدوده”.
وأفادت وسائل الأنباء أن اللواء قاسم سليماني رئيس الحرس الثوري الايراني، التقط صوراً مع فصائل من الحشد الشعبي عند الموقع الحدودي في شمال غرب العراق بعد وقت قصير من سيطرة الفصائل على الحدود مما يشير الى أهمية الحدث.
وكانت ايران قد ارسلت مستشاريها العسكريين لدعم فصائل حزب الله القوية في سوريا خلال محاولتها استعادة السيطرة على الحدود السورية – العراقية.
وكما هو معروف، فإن ايران ليست حليفة للحكومة العراقية فقط، بل هي حليف إستراتيجي للرئيس بشار الأسد المدعوم من روسيا الذي يواجه تمرداً مسلحاً منذ ست سنوات من مختلف الجماعات المسلحة المتشددة والمتطرفة مثل داعش وجبهة النصرة وأحرار الشام المدعوم بعضها من الولايات المتحدة الأمريكية.
على الجانب الآخر من موقع الحدود بين العراق وسوريا، اتخذت فصائل الحشد الشعبي الاراضي التي كانت تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية المدعومة امريكياً ذات الاغلبية الكردية.
وحين اصبحت قوات الحشد الشعبي الحليف الرئيسي ضد داعش في سوريا، تبقى هذه الفصائل محايدة تجاه الصراع في سوريا، لكنها ساعدت وبحسب الناطق بأسم الحشد احمد الاسدي بمساعدة الجيش السوري في بعض الأحيان.
وعلى الحدود الأخرى التي تمر على بعد مئات الاميال اقصى شرق العراق، تسيطر فصائل الحشد الشعبي وتتقدم ويمكنها ان تؤدي دوراً ضد المسلحين المدعومين امريكياً، وهذا ما برز واضحاً حين اعلنت كتائب الأمام علي عبر وسائل التواصل الاجتماعي نيتها التحضير للتوغل داخل الأراضي السورية وتحديداً بمنطقة البادية التي كانت ملاذاً للارهابيين.
ويوجد في المنطقة حالياً عدد كبير من الجماعات المعارضة السورية التي تدعمها القوات الامريكية وتعمل تحت راية الجيش السوري الحر، وهو ائتلاف فضفاض من الجماعات المتمردة المدعومة من الغرب.
وشنت الولايات المتحدة غارةً جوية على الجيش والحلفاء السوريين في وقت سابق من هذا الشهر، بعد ان زعمتْ أن سيارةً جاءت على بعد 18 ميلاً نحو قاعدة العمليات العسكرية قادمة من التنف.
الولايات المتحدة وأصبح واضحاً الآن وجودها في سوريا بل الأصح تورطها هناك من خلال دعمها الجماعات المسلحة المناهضة للأسد التي تحاول إحباط الجيش السوري، في حين ان كلا الجانبين السوري والامريكي يهدفان الى هزيمة تنظيم داعش، لكن واشنطن تتحجج بفقدان الرئيس الأسد الشرعية كرئيس للبلاد بعد مزاعم بشأن استخدامه الاسلحة الكيمياوية ضد المدنيين.
وعلى الولايات المتحدة أن تقتنع بأهمية دور الحشد الشعبي في حربه ضد داعش حين وصلت الى الحدود السورية، رغم علاقاته مع ايران وتعاون المستشارين على الارض لتقديم المشورة العسكرية لهم.
كما على الولايات المتحدة الاعتراف بهذه الفصائل التي تتلقى دعماً حكومياً وتوجيهاً من رئاسة الوزراء في حين ان الولايات المتحدة هي حليف إستراتيجي للعراق، ناهيك عن أن هذه الفصائل تضم فصائل مسلحة مسيحية وايزيدية تحارب داعش تحت مظلتها.