العراق يسعى لإستعادة قطع أثرية بعضها هربها داعش

بغداد – الاعمار
أماكن لآلاف القطع الأثرية لا تزال شاغرة داخل المتحف الوطني العراقي ببغداد، تنتظر عودتها في يومٍ ما، بعد أن تعرضت للنهب وجرى عرضها في “مزادات” للبيع خارج البلاد.
ويواصل العراق عبر رحلة، يصفها مسؤولون عراقيون بـ”الشاقة” و”الطويلة”، البحث عن القطع والمقتنيات التاريخية التي نُهبت من المتحف العراقي في بغداد، وأماكن أخرى عقب بعد عام 2003.
وأُعيد فتح المتحف الوطني العراقي في شباط 2009، وبدأت القطع المستردة تجد طريقها نحو أمكنة المتحف.
وهناك 15 ألف قطعة نفيسة تختزل حضارات العراق على مدى آلاف السنين، تعرضت للنهب في أكبر عملية سرقة آثار بالتاريخ، وفقاً لما قاله وكيل وزارة الثقافة لشؤون السياحة والآثار قيس حسين رشيد.
ويضيف رشيد، أن العراق استرد حتى الآن 4 آلاف و800 قطعة آثار من مجموع القطع المسروقة من متحف العراق ببغداد، لافتًا إلى أن “قرارات مجلس الأمن أسهمت في استرداد العديد من هذه القطع، بالتعاون مع دول عديدة، منها الولايات المتحدة وسوريا والأردن وألمانيا وغيرها”.
ويوضح وكيل الوزارة أن هناك إجراءات عدة سيتم تطبيقها في المرحلة المقبلة لتأمين المتاحف والمواقع الأثرية، التي تشهد أعمال تنقيب لبعثات دولية.
ويضيف، “من المؤمل أن توفر الحكومة الدرجات الوظيفية اللازمة لتعيين حراس على المواقع الأثرية، لا سيما أنها بعيدة عن مراكز المدن، ونحن نتطلع إلى أن تكون هذه المواقع مراقبة عن طريق الأقمار الاصطناعية والكاميرات والأجهزة الحديثة”.
وأكد أن العمل جارٍ كي تكون المواقع الأثرية مستعدة لمواجهة أي تحدٍّ أمني بما يضمن الحفاظ عليها، وعلى ما تتضمنه من آثار.
وبعد أشهر من اجتياح تنظيم داعش شمالي وغربي البلاد، فجع العالم بتسجيل يظهر فيه عناصر من التنظيم وهم يحطمون بعض محتويات متحف نينوى في مدينة الموصل، إضافة إلى حرق أكثر من ثمانية آلاف كتاب ومخطوطات نادرة كانت في مكتبة الموصل المركزية.
ويقول مسؤولون إن “القطع النفيسة التي بالإمكان حملها، هربها تنظيم داعش إلى خارج البلاد، وباعها في السوق السوداء عبر شبكة عملاء”.
وكانت وسائل إعلام غربية رصدت قبل نحو عامين رحلة وصول الآثار المنهوبة من قِبل التنظيم إلى مزادات بيع الآثار في لندن ونيويورك وغيرها من المدن الغربية.
وعن ذلك، يقول عادل جبر ديوان، المدير العام في هيئة الآثار والتراث، إن “جميع دول العالم مدعوة لأن تقف موقفاً شجاعاً وحاسماً في دعم الآثار العراقية والحفاظ عليها من النهب والسلب”.
ويصف المسؤول عملية استرداد الآثار المسروقة بـ”الطريق الطويل”؛ وهو ما يجعل فقدان بعضها للأبد أمراً وارداً.