جامعة الموصل تعود منارة للعلم بعد أن جعلها داعش مصنعاً للأسلحة
بغداد – الاعمار
تعتبر جامعة الموصل من أكثر جامعات العراق والشرق الأوسط التي تحتوي على مراكز الدراسات والبحوث والتطوير، وتقع في الساحل الأيسر من مدينة الموصل، وقد تأسست عام 1967، ويبلغ عدد الكليات والمراكز الاستشارية فيها 51 مركزاً استشارياً وكلية، وأكثر من 8000 عدد التدريسيين والأساتذة المساعدين فيها.
فيما يبلغ عدد طلاب الدراسات الأولية: 35000 طالب، وعدد طلبة الدراسات العليا: أكثر من 1200 طالب، بحسب الإحصاءات الرسمية من رئاسة الجامعة. وتتخذ اليوم من محافظتي كركوك ودهوك وجامعة النور في برطلة مقرّاً بديلاً لها بعد سيطرة تنظيم داعش الإرهابي، على المدينة وتفجيره الكثير من مبانيها قبل سيطرة القوات العراقية عليها.
وقد كان لجامعة الموصل النصيب الأكبر من نسبة الدمار الذي لحق بالمدينة، بعد أن اتخذ التنظيم من مبانيها ورشاً ومصانع لتصنيع الأسلحة والصواريخ؛ فضلاً عن تفخيخ ما تبقى من مباني الجامعة قبل أن يقوم بنقل محتوياتها من أجهزة ومعدات طبية وهندسية وبيعها إلى جهات أخرى.
وقال رئيس جامعة الموصل الدكتور أُبي سعيد الديوه جي: تعرضت الكثير من مباني الجامعة لدمار كامل، ولكن نحن الآن نعمل على ترميم وإعادة المباني التي لم تلحقها أضرار كبيرة، كما أن هناك عدداً من المختبرات لم تدمر أيضاً وبإمكاننا العمل على إعادتها”. وأضاف أن نحو 10 الآف طالب يباشرون العمل بجامعة النور – الموقع البديل لجامعة الموصل، إضافةً إلى 15 ألف طالب في مقرات الجامعة البديلة بمحافظتي دهوك وكركوك.
وأشار إلى أنه سيتم فتح أبواب الجامعة للعام الدراسي الجديد واستخدام المباني التي لم تتعرض لنسب تدمير كبيرة، مبيناً أن جامعة الموصل فيها مبانٍ كبيرة وكثيرة وبإمكانهم استخدام الكثير منها، مؤكداً أن إعادة إعمار المباني المدمرة يحتاج إلى سنوات؛ لكون المباني المدمرة كبيرة جدّاً وتحتاج لأموال طائلة.
وقد عمد تنظيم داعش إلى إحراق المكتبة المركزية وإتلاف جميع الكتب والمجلدات التي تحتويها المكتبة، والتي يعود تاريخ بعضها إلى أكثر من 200 سنة لأسباب قال إنها مخالفة للشريعة الإسلامية، وفق تصوره.
شهود عيان قالوا إنه عندما قام عناصر التنظيم بإحراق المكتبة المركزية تشكلت في سماء المدينة سحابة سوداء، غطت معظم أجزاء المدينة؛ دلالة على ما كانت تحتويه المكتبة من كميات كبيرة ووفيرة من الكتب العلمية والثقافية والفلسفية التي أصبحت رماداً، ولم تعد تملك جامعة الموصل أي رصيد علمي أو ثقافي بعد فقدانها المكتبة المركزية التي كانت تعد أحد أهم أكبر المراجع العلمية والثقافية في العراق.