العبادي والدولة

سروة عبدالواحد
ينتقد البعض السيد رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي في كل خطوة يقوم بها، وكأن المنتقدين يريدون ان يقولوا لنا ان انتقادهم من اجل “الانتقاد فقط”، فاذا قاطع العبادي، العرب، قالوا ذهب الى حضن ايران، واذا تحدث عن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، قامت الدنيا ولم تقعد، وقالوا انه أمريكي وينفذ أجندتها في المنطقة..
هل ان هذه الرؤى غير الصائبة تشهدها ايضا الدول المستقلة، وهل يتعرض رؤسائها لمثل هذه الانتقادات من قبل معارضيهم.
بالتأكيد فان سياستهم الخارجية تتعرض لانتقادات اذا ما سارت بنتائجها الى عكس الهدف المعلن… ولكن ان تُستنتج نتائجها السلبية، قبل اكمال الخطوة، وبمجرد اعلان زيارة، فهذا ما لا يمكن فهمه في السياسة.
لست من الذين يدافعون عن السيد العبادي لان هذا ليس من واجبي ولا مهامي، لكن هذا لا يعني التغاضي عن الاخطاء…لكنني اريد ان اشير الى موضوع مهم من وجهة نظري وهو ان المضي في تشويه السياسة والساسة معا في هذا البلد يرتكز على أسس غير عقلانية، ويسري ويتراكم عندما يكره الساسة في بلدنا بعضهم البعض…وكأن قلوبهم قد ملئتها الاحقاد، باحثين عن الانتقام والثأر..
قد اختلف كثيرا مع العبادي…وقد تحدثت معه مباشرة عن هذا الاختلاف، واكون أمينة في القول انه استمع الى وجهات نظري بشكل مباشر وتقبّل صراحتي، واجزم انه يعمل جاهدا على ان يؤدي مهامه كرئيس لمجلس الوزراء… و رجل دولة، يعمل لصالح العراق ويسعى الى ارساء علاقات جيدة مع المحيط العربي والدول الإقليمية بالإضافة الى الغرب.. وكل ذلك في صالح العراق والعراقيين.
ان زيارة العبادي الى المملكة العربية السعودية تصب في صالح العراق…ويسري الأمر على زيارته لايران او روسيا او الولايات المتحدة الأمريكية.
عندما نهدف ان نكون دولة محترمة في محيطها، وفي العالم يجب ان تكون لدينا سياسة خارجية رصينة ومتوازنة..
نستغرب هذا الهجوم غير المنصف على رئيس الوزراء قبل ان تتضح نتائج زياراته الاقليمية.
ولنا ان نتساءل: الى متى يسعى البعض لتصنيف العراق تابعا لسياسة دولة أجنبية ما، او يضعه في خانة “ضد” او “مع” هذه الدولة او تلك، سواء السعودية او ايران او غيرهما.
والسؤال الأهم: الى متى نحاول القاء اللوم على الجيران ونحمّلهم فشلنا في إدارة دولتنا..
داخليا، لدينا الف مشكلة من النازحين، انهم بدون مأوى، ولا خدمات حقيقية للناس بسبب الفساد والمفسدين الذين يتحكمون بمصير الشعب العراقي من زاخو الى البصرة… ومشاكل جمة لاتعد ولا تحصى، لندع العبادي ينجح في مهمته الخارجية لانها في صالح العراق..ودعونا نلتفت لمشاكلنا الداخلية ونركز على حل الأزمات المتراكمة التي نعاني منها…