الغارديان: بن سلمان لن يكون مصلحاً ورؤية 2030 أحلام وتمنيات

بغداد – الاعمار
“لن يستطيع أن يوفي بما وعد ورؤيته الاقتصادية محض أحلام وأمنيات”، هكذا ترى صحيفة الغارديان البريطانية مستقبل ولي العهد الجديد، الأمير محمد بن سلمان، الذي تقلد المنصب قبل يومين، مطيحاً بسلفه محمد بن نايف.
واعتبرت الغارديان، في تقرير لها، امس الجمعة، أن وصول بن سلمان بهذه السرعة لمنصب ولي العهد كان أمراً معلوماً ومعروفاً للجميع في السعودية، فمنذ تولي أبيه عرش المملكة منذ عامين وهو يتخذ الخطوة بعد الأخرى في ترفيع ابنه وتقليده المنصب تلو الآخر تمهيداً لجعله ذا شأن.
وأضافت الصحيفة البريطانية أنه بهذه الترقية لولي العهد الجديد تكون السعودية قد محت صورتها الماثلة في الأذهان: تلك المملكة الحذرة الرصينة التي يتعاقب على حكمها شيوخ كهول في رتابة مملة.
لكن التغيير آن أوانه منذ زمن، والبعض هلل مرحِّباً بولي العهد الجديد وتوسموا فيه مصلحاً ذا حيوية وطاقة متجددة، ولكن من الواضح أن لا نية لديه كي يغير من طبيعة المملكة ونظام حكمها الملكي المطلق الذي لا يقبل الانشقاقات؛ كذلك يبدو أنه لا يبيِّت أي نية لتحدي الشراكة التأسيسية للبلاد التي قامت بالتفاهم بين آل سعود والشيوخ الوهابيين. المبادرات الجريئة الأجنبية والاقتصادية التي ترأسها محمد بن سلمان، لقيت فشلاً ذريعاً.

رؤيته محض أحلام
وتعتبر الغادريان أن خطة بن سلمان التي أطلق عليها اسم (رؤية 2030) لترميم وإصلاح الاقتصاد السعودي ووضع حد لاعتماده واتكاله التام على النفط- كلها كانت في معظمها محض أحلام وتمنيات رافقتها طبول الإعلام ومزاميره، لا ترتكز إلا على الخصخصة والتقشف فوق كل شيء وكانت بمثابة بطاقة دعوة للمتاعب؛ بسبب ما نجم عنها من توتر اجتماعي شعبي في الدولة التي عُرفت بسخاء دعمها لأسعار السلع والخدمات.
وترى الغارديان أن رؤية 2030 قد قوضت الاتفاق المبرم بين آل سعود ومواطنيهم السعوديين والذي يقضي بتشديد التحكم السياسي مقابل ضمان رغد العيش.
وبحسب الغارديان، فإن الميزانية السعودية لن تستطيع تحمُّل تبعات حرب اليمن التي قتلت آلاف المدنيين وأدت إلى مجاعة ولا تزال تسير نحو وجهة مجهولة، فيما تستنزف خزائن الرياض بمليارات الدولارات كل شهر. إن ولي عهد البلاد الجديد هو الذي تعجل وزج بالبلاد في معمعة تلك الحرب، مبتلعاً طُعم المنافسة الشديدة التي بين بلده وبين إيران.
إن حجر الأساس فيما يجري هو التصارع على القوة الإقليمية وقربه الشديد من ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، لكن لا يملك المرء إلا أن يرى أيضاً عنصري قلة الصبر وقلة الخبرة.