تشتت القروض

حسين ثغب
بناء اقتصاد فاعل يمثل الطموح لدى جميع بلاد العالم حيث تنظم المؤتمرات وتعقد الندوات وتقدم الدراسات من جميع الخبراء في مختلف القطاعات الاقتصادية من اجل اعتماد سبل تصل الى تحقيق الهدف التنموي الاكبر.
وكثير من الاقتصادات تذهب باتجاهات عديدة من اجل الحصول على التمويل المالي لتتمكن من تخطي اهم عقبات التنفيذ في توفر التخصيصات التي يمكن ان تترجم خطط التنمية الى واقع ملموس يحقق المنفعة في القطاع المعين.
واحيانا كثيرة تكون القروض الدولية منفذا لتمويل المشاريع عندما لا تتوفر التخصيصات المالية من داخل البلد، وهنا يكون الحراك على اشده من اجل الحصول على افضل انواع القروض التي تتحمل مواصفات الفائدة المحدودة وفترات السداد الطويلة وهذا يمكن ان يحصل عليه البلد في ظروف معينة.
العراق دخل مرحلة القروض الدولية الميسرة عبر تفاهمات مع منظمات عالمية متخصصة ودول مختلفة، الامر الذي يتطلب اعتماد توجهات تمنع تشتت القروض ولا تحقق الفائدة منها.
فالقروض تحتاج الى توجيه حقيقي صوب استثمارات مجدية اقتصاديا يمكن ان تساعد في سداد الدين من خلال العائد الذي يحققه المشروع، وهنا يحتاج الامر الى خطط توضع لانفاق القرض وآلية السداد بالشكل الذي لا يكبل البلد اعباء قتصادية مستقبلية تثقل كاهل الاجيال المقبلة.
ان الافضل الاليات لاستثمار القروض تكمن في توجيهها الى قطاع واحد وبناء جميع مفاصله وموارده البشرية بالشكل الذي ينهض به، ليقدم افضل الخدمات والمنتجات التي تعد مقبولة اقتصاديا وتتناسب مع حاجة البلد.
فتشتت القروض يخلق تأثيرات سلبية كبيرة في الاقتصاد الوطني ويخلق تعقيدا كبيرآ لسدادها في الفترات المحددة، وهذا ما لا يجب ان نصل اليه حين تكبر مبالغ القروض وتصل الى حدود لا يمكن سدادها بالقياس مع مستوى الايرادات الاحادية التي لا تغطي سوى النفقات المهمة داخل البلد.
فتوجه القروض الدولية لا بد ان يكون صوب قطاعات مهمة كالصحة او التعليم لتطويرها بالشكل الذي يحقق الجدوى الاقتصادية للبلد ويحرك القطاعات الاخرى بشكل مباشر وغير مباشر كما تساهم هذه الحركة الاقتصادية في معالجة الكثير من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي يعانيها العراق.
فالامر يحتاج الى خطط وتبويب صحيح لمسارات اموال القروض بما يساعد على تحقيق تنمية حقيقية والقدرة على الايفاء بالتزاماتها في الاوقات المحددة، لاسيما ان المنظمات الدولية اشرت تطورا في قطاع المال العراقي وهذا جانب ايجابي يمكن البلد من التعامل بايجابية مع القروض الدولية.