خبير نفطي يشرح.. كيف اضاع العراق لسنوات من تكرير النفط؟

بغداد – الاعمار :
حين يقوم سياسي بإدلاء تصريحات غير صحيحة لخدمة ذاتية وإعطاء وعود لا يمكن الإيفاء بها، غالباً ما تكون النتيجة تجاهل لتصريحاته ونسيانها بسرعة.
لكن حين يقع وزير تكنوقراط في نفس المأزق، فانه من الصعب على المستفيدين فهم ما يجري، لان توقعهم من الوزير التكنوقراط ابعد من تصريحات شبيهة بتصريحات وزير موجه منتمي الى كتلة ما.
حين تولى وزير النفط العراقي جبار العيبي، مهام الوزارة قبل عام، كان الزملاء، يأملون ببدء صفحة جديدة من التكنوقراط وأن تشق الوزارة طريقها نحو الانتعاش لتحقيق اهدافها الاكثر الحاحاً، وهو ابعد من عقد الصفقات وادارة الامور التشغيلية والادارية فقط.
التصريحات الأخيرة للوزير التي ادلى بها هي تدعو لقلقه، وأشير هنا الى مقابلة الوزير مع موقع “عراق اويل”، ومقابلته مع قناة “الشرقية” في وقت لاحق، اذ يصر الوزير على أن اتفاق اوبك الذي وقع عليه العراق، يتعلق بتحفيض الصادرات وليس بالانتاج.
في حقيقة الأمر هذا الحال له نتائج عكسية لا يخدم مصلحة العراق. وتظهر الارقام بوضوح اتفاق اوبك حيث أن العراق خفّض انتاجه من 4.551 الى 4.531 مليون برميل يومياً، مما يعني ان هناك انخفاضاً بمقدار 210 الف برميل يومياً.
وأشار الوزير الى ان انتاج العراق سيزداد الى 5 مليون برميل يومياً بحلول نهاية العام، وبحسب الوزير ايضاً أن العراق “ملتزم مع اوبك، ولن يحيد عن سياسة هذه المنظمة على الاطلاق”. المشكلة انه، يصعب التوفيق بين هذين الامرين، وسيعتبرها السوق بمثابة مقدمة للنزاع في المستقبل وانخفاض اسعار النفط.
العراق مقابل كل المنطق المتعاقد مع شركات النفط العالمية في الفترة من 2009 الى 2010 لتكون طاقتها الايجابية 12 مليون برميل يومياً بحلول عام 2017. لذلك، 5 مليون برميل يومياً بحلول نهاية هذا العام، يعني انه لا ينبغي للعراق تطوير أي حقل جديد حتى لا تتفاقم الصعوبات التي تواجهه.
رغم ذلك، فان الوزير، قال إن المفاوضات مع شركة “اكسون موبيل” وشركة البترول الوطنية الصينية مستمرة لتطوير حقل عمر والرطاوي، ومن المتوقع ان يتم التوصل الى اتفاق لخطة حقن المياه بحلول نهاية العام.
وأضاف الوزير “اننا نريد ان تكون طاقة تكريرنا الاجمالية 1.5 مليون برميل على الأقل”. مما يعني ان ارقام استراتيجية الطاقة الوطنية العراقية لعام 2013، شملت المصافي الاربعة الكبرى.
مع ذلك، هناك الكثير من العروض الجديدة قُدمت الى مصافي جديدة في العراق لها القدرة ان يتجاوز انتاجها 2 مليون برميل يومياً. ولا احد يعرف كيف جاءت هذه وما هي الدراسات بشأنها. فهذه العروض الدعائية، تخدم السياسة المحلية وليس صناعة التكرير بالعراق.
وبشأن مصفاة ميسان قال الوزير “اعتقد اننا سننهي العقد مع الشركة ونعيد تقديمه”. مما يعني عدم وجود دور لشركة ساتريم، وهي شركة لا مكان لها واعلنت افلاسها في سويسرا، والعراق انتظر ثلاث سنوات من اجل لا شيء.