أقمار صناعية تكشف مئات القواعد الأمريكية بالمنطقة العربية

بغداد- الاعمار :
كشفت صور التقطتها أقمار صناعية في حزيران/ يونيو الماضي مهبطا للطائرات الصغيرة في جنوب سوريا بالقرب من الحدود مع الأردن والعراق، وهذا بالإضافة إلى قاعدة طائرات بدون طيار في شمال شرق الأردن، وأكثر من ذلك.

وفي تقرير لصحفية “ديلي بيست” الأمريكية ترجمته “عربي21” قالت إن الولايات المتحدة الأمريكية، عندما نظرت لأول مرة في الحرب السورية عام 2013، كشفت فرق من القوات الجوية الأمريكية بالشرق الأوسط، ما لا يقل عن 300 موقع محتمل لقواعد جديدة لدعم أي تدخل محتمل.

ومنذ ذلك الحين، أنشأت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” أو قامت بتوسيع عشرات القواعد في سوريا والأردن والعراق، من بين العديد من البلدان الأخرى.

وأضافت الصحيفة: “لقد وضعت الآن ما يبدو أنه أساسان جديدان آخران لقواعدها- أحدهما في الأردن بالقرب من الحدود مع سوريا، وآخر يقع على مسافة قصيرة عبر الحدود نفسها في جنوب سوريا. ويمكن لهما دعم الطائرات بدون طيار وطائرات الهليكوبتر وطائرات العمليات الخاصة”.

وفي الثامن من تموز/ يوليو عام 2017، أشار حساب “تويتر” الذي تم تسجيله بالفعل، والذي يصف نفسه بأنه “وسيلة إعلام مستقلة”، إلى صور الأقمار الصناعية اعتبارا من حزيران/ يونيو 2017 التي تظهر على ما يبدو مهبطا للطائرات الصغيرة في جنوب سوريا على بعد أميال قليلة من الحدود التي تربط الأردن مع سوريا.

ولا تظهر صور القمر الصناعي “ويكيمابيا” المؤرخة عام 2017 مهبط الطائرات، ما يشير إلى أنها بنيت في الأشهر الأخيرة.

يذكر أن “ويكيمابيا” تحصل على صورها من “ديجيتال غلوب، إيرباص” ووكالة تصوير الحكومة الفرنسية.

ومنذ حوالي عام قبل أن يتم نقش مهبط الطائرات الجديد في الصحراء السورية، للولايات المتحدة، فقد كان من الصعب العمل لتوسيع قاعدة منفصلة للطائرات بدون طيار في شمال شرق الأردن، وليس بعيدا عن الشريط الحدودي.

هذه القاعدة، والمعروفة باسم “H4″، بنيت أصلا في عام 2014 أو قبل ذلك، وتم توسيعها بشكل كبير في أوائل عام 2016، كما يتضح من الصور الحساسة التي وصفها مصدر استخباراتي لصحيفة “ديلي بيست”.

وفي مايو 2017، أصدرت “ديجيتال غلوب” الصور العامة الأولى من “H4”. ويبدو أن الموقع يدعم الطائرات الجوية أو طائرات المخابرات المركزية “ريبر” (طائرات بدون طيار) بالإضافة إلى طائرات الهليكوبتر العسكرية الأردنية.

ومن المعروف أن الأردن يستضيف طائرات الولايات المتحدة بدون طيار في قاعدة “موفق السلطي”، على بعد 33 ميلا جنوبي الحدود مع سوريا. وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2016، قتل ثلاثة جنود من القوات الخاصة الأمريكية عندما فتح حارس أردني النار على موكبهم في قاعدة الملك فيصل الجوية في وسط الأردن.

وذكرت الصحيفة الأمريكية أن توسع البنية الأساسية للقاعدة الأمريكية يجعل من الممكن دعم “البنتاغون” المتصاعد للقوات العسكرية العراقية والمؤيدة للولايات المتحدة. والجماعات المسلحة السورية تقاتل ما تسمى “الدولة الإسلامية في العراق وسوريا”.

ولفتت إلى أن خطة الحرب الأمريكية ضد تنظيم الدولة تعتمد على التخطيط الأولي، حيث إن قيادة العمليات الخاصة أو “سوكوم” التابعة للولايات المتحدة الأمريكية أكملت قبل أكثر من ثلاث سنوات.

وفي عام 2013، كشفت فرق استطلاع سلاح الجو التابع لـ”سوكوم” حوالي 300 منطقة هبوط ومناطق إسقاط ومواقع أخرى “في خلال الشرق الأوسط”، وفقا لمعلومات نشرها جوزيف تريفيثيك مراسل الحرب في القوات الجوية، خلال قانون حرية المعلومات.

وقال عضو في مجموعة التكتيكات الخاصة الـ 720 التابعة للقوات الجوية في رسالة إلكترونية وردت في التاريخ الرسمي في عام 2014: “هناك الكثير من الأعمال الجارية في مواقع (سوك فود)، اختصارا لـ(قيادة العمليات الخاصة)، إلى الأمام”.

وقال الطيارون إن “سوكوم” تقوم ببناء قواعد في اليمن ولبنان وعمان وجميع دول مجلس التعاون الخليجي التي تضم الدول الأعضاء مثل قطر والكويت والبحرين والسعودية وعمان.

ولا تزال البنية التحتية الأساسية سرية، حيث رفضت القيادة المركزية الأمريكية، التي تشرف على الحروب في العراق وسوريا، تأكيد وجود مهبطي الطائرات الجديدين. وقالت القيادة التي تتخذ من فلوريدا مقرا لها لـ”ديلي بيست” عبر البريد الالكتروني: “إننا لا نناقش حركة وموقف طائراتنا لأسباب تتعلق بالسلامة والتشغيل”.

لكن الصحيفة استندت إلى عقود الوقود العسكري التي تشير إلى وجود قواعد متداخلة ومزدحمة. حيث قدمت وكالة الدفاع اللوجستية التماسا إلى الولايات المتحدة الأمريكية في أيار/ مايو 2017، تطلب فيه من المقاولين توفير حوالي 5 ملايين غالون من الوقود إلى الولايات المتحدة في قواعد في الأردن من أواخر عام 2017 إلى أواخر عام 2020.

ويدرج الالتماس عدة قواعد، بما في ذلك “موفق السلطي”، H4، والعديد من “مواقع التكامل الشمالية” غير المحددة التي يمكن الوصول إليها من قاعدة “H4” مع مرافقة رسمية. وتوضح الوثيقة طبيعة موقع القاعدة، بالقول إنه “سوف تحتاج سيارة التوصيل إلى أن تكون قادرة على السفر على الطرق الوعرة إلى هذا الموقع”.

وأشارت إلى أن واحدا من هذه المواقع التي يمكن أن تكون مهبط الطائرات الجديد – يتطلب كميات مذهلة من الوقود تصل إلى 1،080،000 غالون من وقود الطائرات بحلول أواخر عام 2020. وهذا يكفي لتغذية طائرتي “ريبر” بلا طيار كل يوم لمدة ثلاث سنوات تقريبا.