شارع حلة – بغداد

كتب الدكتور حمزة عليوي في صفحته في الفيسبوك الآتي :
مطلع الخمسينيات قررت حكومة المملكة العراقية انشاء شارع حلة بغداد، وعهدت بالامر الى شركة تملكها عائلة نجفية معروفة، فيما طلبت من العشائر التي يمر الطريق قربها ان توفر عمالا للشركة. احد عمال الشركة، وكان سائق شفل، كان ينظر يومها الى فلاح يخرج من عدته بعض طعام،: خبزة سوداء، وبضعة تمرات يابسة، وراس بصل. هذا كل شيء. اكل الفلاح بعض خبزه وقليلا من التمر، فيما كان يحشو خبزته بالبطل. فلما انتهى رفع ما تبقى من الخبز وقبله ثم وضعه على جبينه، في حركة تدل على الشكر والعرفان. سائق الشفل ذي الاجر المرتفع، وكان قد جلب معه نفر كباب وصمون ابيض للغداء، سأل الفلاح: على ماذا تقبل هذه الخبزة السوداء؟ ثم اخذ الخبزة من يد الفلاح ، وبصق عليها، بعد رفع الصمون الابيض، وقال: هذه الصمونة البيضاء تستحق ان تقبل، اما هذه السوداء فلا تستحق سوى ان ابصق عليها! يمكني ان اترك لكم حربة الفهم، فهم مغزى هذه الحكاية ليلة الرابع عشر من تموز، اعظم ليالي العراق، ان سلبا او ايجابا!