محاكمة !

كتب الدكتور سعيد الجعفر في صفحته في الفيسبوك الآتي :
لا يمكننا بعقلية اليوم محاكمة اناس عاشوا قبل ستين عاما …اقول وبثقة تامة انا لو كنا فتية في ذلك الوقت لكناا من المتحمسين للثورة ومعارضين للعهد الملكي.. لا يمكننا ان نحاكم التاريخ واجبنا فقط ان نصفه ، هل نتصور ان الالمان اليوم يحاكمون الالمان الذين صوتوا لهتلر ، هذا يحدث لدينا فقط …نحن نتعامل مع الشخصيات الناريخية وكأنها حية …لا يمكنك ان تحاسب نفسك مثلا على اخطاء ارتكتبها في مراهقتك لأنك بعقلك اليوم تختلف عنك حين كنت في الخامسة عشرة كذلك هو التاريخ والذكاء المتأخر كما يطلق عليه في السويدية يضع صاحبه في موقف مسرحي بين الشفقة والكوميديا …اناس58ليسوا هم اناس 2017…كل حقبة لها طريقة تفكيرها ويبقى ان نأخذ العبر من التاريخ فحسب…ثم لا ننسى عاملا اخرا هو ان ثورات التحرر الوطني والقضاء على الملكيات واقامة جمهوريات كانت سمة تلك المرحلة ..كان الاصلاح الزراعي والميل الى الاتحاد السوفييتي سمة جمهوريات الخمسينات والستينات في بلاد كثيرة العراق مصر اندونيسيا الجزائر انغولا موزامبيق اليمن سوريا ليبيا غويتيمالا تشيلي كوبا …كانت تلك حقبة التحرر الوطني ..ثم من هم وزراء قاسم اليسوا خبراء بمستوى عالمي ابراهيم كبة عبد الجبار عبد الله هديب الحاج حمود (يسمونه تولستوي العراق فقد وزع اراضيه على فلاحيه )نزيهه الدليمي، كامل الحادرجي. محمد حديد، عبد الجبار الجومرد (كان لديه شهادتا دكتوراه من جامعة باريس واحدة في الحقوق والثانية في الادب عام 1935) ، فيصل السامر (هو من اسس الفرقة السمفونية ودار الاوبرا ووكالة الانباء العراقية) كان الجواهري والبياتي وسعدي يوسف يتصدرون الثقافة ، كل ما خطط له مجلس الاعمار نفذ بحذافيره وبنزاهة عالية …الثورة تكالبت عليها قوى كثيرة وكل شئ موثق وعلي صالح السعدي صرح جئنا بقطار امريكي .واخيرا اقول ان المؤسسة الدينية اصدرت اثنتين من الفتاوى احداهن ضد الاصلاح الزراعي والثانية في تكفير الشيوعيين لكنها لم تصدر يوما فتوى بتكفير. البعث …لقد كان ذلك وصمة عار في تاريخ هذه المؤسسة…