دولة الكويت : الخطوة المهمة الآن … إعادة إعمار العراق

بغداد – الاعمار :
فيما شدد مساعد وزير الخارجية لشؤون التنمية والتعاون الدولي السفير ناصر الصبيح، على أهمية استمرار المجتمع الدولي بنفس الحماس والقوة لمحاربة تنظيم الدولة «داعش»، اعتبر أنه بعد إنهاء «داعش» في العراق، فالأهمية الآن تكمن في اعادة إعماره.

وقال السفير الصبيح لوكالة الانباء الكويتية «كونا» أمس الأول، على هامش مؤتمر التحالف الدولي ضد ما يسمى تنظيم «داعش» في واشنطن، ان «دول التحالف تتابع الاعمال العسكرية في منطقة الموصل العراقية، والانجاز الكبير للجيش العراقي، وبانتظار تحرير كامل الاراضي العراقية من تواجد التنظيمات الإرهابية».

واكد ان «دول التحالف ضد داعش تتعاطى مع بعض المناطق في سورية، وتحديدا في منطقة الرقة، وذلك نظرا للتواجد المكثف والمركز لتنظيم داعش هناك»، مشيرا الى ان جدول اعمال المؤتمر «تنوع ما بين المنع والحد من تمويل تنظيم داعش وتواجد المقاتلين الأجانب المنضمين اليه».

وقال في هذا السياق «بداية كانت الجهود منصبة لوقف انتقالهم (داعش) الى مناطق النزاع، اما الان فالفكرة تتمحور حول كيفية التعاطي مع عناصر هذا التنظيم في مناطق النزاع وكيفية التعاطي معهم من حيث ضمان عدم انتقالهم لمناطق اخرى خارج مناطق الصراع الحالية او العودة لبلدانهم».

واضاف ان هناك نقاشا موسعا من قبل دول الاعضاء المشاركة بالاجتماع حول اهمية اعتماد برامج لاعادة تأهيل وإعادة اندماج «العناصر التابعة لتنظيم (داعش)» داخل مجتمعاتهم بعد خضوعهم لمحاكمات عادلة وانقضاء مدة محكوميتاهم بالسجون.

واشار في هذا الصدد الى المجموعة الدولية التي تم تشكيلها قبل عامين والمعنية باعادة الاستقرار وتأهيل المناطق المحررة من (داعش)، مضيفا «انه بعد إنهاء تواجد التنظيم بالعراق فان الأهمية الآن تكمن في اعادة إعمار العراق».

وتابع «في هذا المجال نستذكر مبادرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، بالإعلان عن استعداد الكويت لاستضافة مؤتمر المانحين.. ونأمل ان تكون النتائج متوافقة مع الطموح وعنصرا فاعلا لاستقرار ودعم الحكومة العراقية من خلال حسن تجاوب حكومات دول العالم في تقديم التمويل والمنح الازمة».

وقال «الآن أمامنا تحد في منطقة الرقة في سورية، وان العمل جار لتحريرها وطرد داعش منها، ومن ثم سيتم العمل على اعادة تأهيل هذه المنطقة والمناطق المحيطة بها».

من جانبه قال الناطق باسم الخارجية الأميركية كريستيان جيمز لـ «كونا»، ان الولايات المتحدة تثمن وتقدر علاقتها مع الكويت، وترحب بدور الكويت المحوري ضد «داعش»، مشددا على ان «الإرهاب طال الكل ومن هذا المنطلق سيتم التعاون مع كل الشركاء الحلفاء للقضاء على هذا الوباء».

واكد ان «الفترة ما بعد داعش مهمة جدا، والاستقرار أساسي حيث انه سيتطلب جهوداً دولية مشتركة»، وقال في هذا الصدد «نرحب بكل المساهمات لتلبية احتياجات هذه المرحلة».

وشدد على ان التحديات القادمة لا تقتصر على تحرير مدينة الموصل فحسب «بل هناك الكثير من الجهود التي يتعين علينا القيام بها لا، سيما العمليات العسكرية في الرقة والتحديات التي تليها».

كما رحب المبعوث الأميركي الخاص للتحالف بريت ماكغورك، بإعلان الكويت نيتها استضافة اجتماع لاعادة اعمار العراق على المدى الطويل مطلع العام المقبل.

وقال ماكغورك في كلمة بافتتاح لقاء مجموعة العمل، ان «شريكتنا في التحالف دولة الكويت وبدعوة من سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد ستستضيف اجتماعا لاعادة اعمار العراق على المدى الطويل مطلع العام المقبل، ونحن نرحب بهذه المبادرة الهامة».

ولفت الى ان اعادة الاعمار على المدى الطويل ستكون محور الاجتماع في الكويت بعد تحديد الحكومة العراقية «لاحتياجاتها ذات الاولوية».

وتوجه ماكغورك في كلمته بالتهنئة الى العراق على استعادة مدينة الموصل من قبضة التنظيم، معتبرا ان «الوحدات العراقية التي دربتها قوات التحالف هزمت (داعش) في كافة المعارك وباتت الآن فخرا للعراق».

وكشف عن ان نحو مليوني عراقي كانوا قد فروا من الموصل عادوا الآن الى منازلهم لاستئناف حياتهم ضمن مجتمعاتهم، مؤكدا «ان معدلات العودة في بيئة خرجت للتو من صراع غير مسبوقة تاريخيا، وهي تشكل دليلا قويا على العمل الجيد الذي قمنا به كتحالف من خلال العمل معا».

واضاف «لهذا السبب نحن هنا والولايات المتحدة تطلب الآن ان يحدد كل عضو من ائتلافنا مجالات جديدة يمكن ان يساهم فيها»، مشيرا الى أنه في اجتماعات مجموعة العمل ناشدت الأمم المتحدة الحصول على ما قيمته 3ر1 مليار دولار لمقتضيات الأمن والاستقرار بعد «داعش».

وفيما يتعلق بسورية، قال المسؤول الأميركي إن الوضع «أكثر تعقيدا وليس لدينا حكومة للعمل معها في سورية، بالإضافة إلى غياب أفق سياسي موثوق به يسمح للشعب السوري بتحديد مصيره».

وشدد ماكغورك على أن «المجتمع الدولي لن يكون في الحقيقة مستعدا للمساعدة في إعادة بناء سورية بوجود نظام بشار الأسد».

لكنه اعتبر «ان وقف اطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه أخيراً أمر مشجع، ويشكل إحدى المبادرات التي تهدف لتهدئة الحرب والحفاظ على وحدة أراضي سورية، وتهيئة الظروف لتسوية سياسية بقيادة سورية، تمشيا مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254».