نصر مؤزر وحق مبين

معاذ عبد الرحيم
اجل كان نصرا مبينا لابطال العراق على الدواعش المجرمين وحقا مبينا نطقت به حناجر الشهداء والجرحى والمعاقين من ابناء العراقيين كلهم في معركة فاصلة خاضوها ببطولة وشرف سيخلدها لهم التاريخ باسطر من نور وكان من وراء هؤلاء الابطال الاشاوس شعب لا يضام، ذلك هو الشعب العراقي الذي عرفته شعوب الارض كلها في ماضيه وحاضره فكان الانتصار العظيم على الدواعش وحواضنهم وعلى من والاهم من الدول وعملائهم في الداخل، فعن طريق هذا النصر المؤزر الكاسح فشل كل من راهن على تقسيم العراق
بعد ان عقدوا الآمال والرايات فوق دولة الخرافة فهيأوا عصابات داعش ومكنوها من دخول الوطن وسولت لهم انفسهم المريضة الحاقدة واخلاقهم المعوجة بانهم وفي بحر شهور سيتمكنون من بسط نفوذهم على حكم العراق وتقسيمه كما يحلو لهم ولاسيادهم من وراء البحار الذين كان العراق ولا يزال شوكة في عيونهم وعصيا على مؤامراتهم، فهؤلاء الطامعون بعد ان تعبوا من التعامل مع الشعب العراقي الذي اذاقهم الامرين ونكل بهم وافشل سياستهم وجعلهم يخسرون آلافا من جنودهم ومئات الملايين من اموالهم حملوا عصاهم ورحلوا عام 2011 الا انهم وجدوا ان يعودوا الى العراق ثانية عن طريق عصابات داعش التي انشأوها ودربوها وجهزوها بالسلاح وغذوها بالاموال بالتعاون مع عملائهم الذين سهلوا لهم العودة عن طريق لافتات سياسية ومنظمات مشبوهة ودعاوى مذهبية وطائفية وفضاءات انبثت هنا وهناك على ارض الوطن لترسيخ مشروع التقسيم بعد ان استطاعت عصاباتهم احتلال اكثر من ثلث العراق حتى وصلت الى بغداد لتحيطها من مختلف جهاتها الى جانب ما تقوم به من هجمات وتفجيرات في ساحاتها وشوارعها ذهب جراءها آلاف الشهداء والجرحى على مدى سنوات.
ولكن جماهير الشعب العراقي وقواه الوطنية وبعد ان عيل صبرها وتحسست مدى الخطر الذي يتهدد وطنها انتفضت تتقدمها قوات الجيش العراقي الباسل وشرطته الوطنية وابطال الجيش الشعبي وهم يحملون ارواحهم على ايديهم ليبعدوا الخطر عن عاصمتهم سائرين بجحافلهم الى الامام ليحرروا محافظة صلاح الدين واغلب محافظة الانبار ليصلوا الى محافظة نينوى فخاضوا معارك بطولية ضد عصابات داعش التي سقطت تحت اقدامهم ليعلنوا عن تحريرها معلقين بسواعدهم رايات النصر بصرخة مدوية: يحيا العراق. نعم يحيا العراق وليسقط اعداؤه وكل من يريد به سوءا من العملاء والمأجورين الذين غاضهم انتصار العراق على عصابتهم المجرمة.والان وبعد ان تحقق النصر وبان الحق لكل ذي عينين نتساءل: ماذا على حكومة الدكتور العبادي ان تقوم به وعلى وجه السرعة قبل ان يلتقط اعوان داعش الانفاس من اجل العودة للعمل تحت واجهات جديدة وشعارات مفبركة ليبقى الشعب العراقي ينزف الدماء ويضحي بخيرة شبابه، وفي رأينا ان هناك ضرورة لأخذ الاجراءات التالية:
اولا – محاكمة المتسببين باحتلال داعش لمدينة الموصل وجميع المتخاذلين من العسكريين والمدنيين الذي قصروا في واجباتهم.ثانيا – ترقية الشهداء من الضباط والجنود الى رتب اعلى ورعاية عوائلهم وابنائهم. ثالتا – القيام بحملات اعمار لجميع المدن التي تحررت والاسراع باعادة النازحين من سكانها وتحقيق جميع مطالبهم.
رابعا – تشريع قوانين لمعاقبة كل من يدعو الى الطائفية والمذهبية وعدم اجازة الاحزاب التي تقتصر على المذهب الواحد او الدين الواحد وعدم التشجيع على تشريع قانون العشائر الذي يدعو له بعضهم ودعم السلطة القضائية للحفاظ على حقوق المواطنين.
خامسا – علينا ان نذكر الدكتور حيدر العبادي بأن لا ينسى بأن من اوليات منهج وزارته شن حملة لاهوادة فيها على الفساد المالي والاداري والغاء المحاصصة في جهاز الدولة وتقديم من تثبت ادانته الى القضاء لنيل جزائه العادل لان الانتصار العسكري على عصابات داعش لا يرقى الى المستوى المنشود اذا بقي المفسدون ينخرون في جسم الدولة ويهضمون حقوق الشعب وهذا عين ما اكدته المرجعية الدينية الشريفة وحميع القوى الوطنية
والتقدمية.