إعمار المناطق المحررة

ثامر الهيمص
والان تحررت ام الربيعين آخر حلقة رئيسة من يد داعش.
فالمناطق المحررة واسعة وقد دمرت أغلب بناها التحتية ودور المواطنين والعبادة والمؤسسات الصحية ومدارسها وجامعاتهاانه تحدٍ كبير جداً والمشكلة الأولى والأخيرة التمويل وهذا طبيعي.
لذلك لابد من فهم دقيق لمستويات هذا التمويل فهو ذاتي وغير ذاتي وكلما كان ذاتياً فانه الانجح على المدى البعيد والمتوسط هذا ما تقوله التجارب لدول خرجت من حروب ودمار وهي اليابان وأوروبا بعد الحرب العالمية الثانية فكان تمويلها الداخلي ورأسمالها البشري هو حجر الزاوية لتأتي الاعانات والمشاريع الخارجية تبنى على هذه البنية الرصينة لان المساعدات لا تبنى بنية تحتية بشكل أساس. لذلك فأن التمويل الداخلي ورأس المال البشري العراقيين هم الاعتماد رقم واحد.
ويتأتى التمويل المحلي عبر استدراج الادخار الأهلي وخصوصاً في المناطق المحررة لتمويل المصارف القطاعية، الاسكان والزراعي والصناعي، وهو مبلغ ليس هينًا إذ يبلغ 77بالمئة من الكتلة النقدية ويتم ذلك من خلال طرق مبتكرة وكذلك دورخاص للمصارف الإسلامية في جانب الاسكان مثلاً .
كما تتطلب المرحلة وضع حد للاستيراد العشوائي من خلال أجازات الاستيراد أولاً ثم معالجة التدفق من خلال رسوم وضرائب تتناسب والمرحلة الاستثنائية ومراجعة المدونات القانونية في هيكلة القطاع العام بأمواله المنقولة وغير المنقولة وجميع من لها علاقة بالمال العام من مصرفي الرشيد والرافدين باعادة هيكلتهم وطبيعة عملهم وتوجيه نشاطهم في خدمة الاعمار، وصولاً إلى مراجعة العقارات الحكومية وترشيقها بما يخدم الأعمار وسلاسة الافادة
منها.
وهنا يفضل ان ندفع دواوين الاوقاف للاستثمار في الاعمار سواء في البنية التحتية أو الاسكان وفتح المشاريع لمكافحة البطالة واستثمار كتلهم النقدية بالشكل الذي يعطي منفعة اكبر، كما يتطلب الامر الاسراع باقامة الحكومة الالكترونية كون العمل له علاقة مباشرة بحياة الناس من اسكان وبنية تحتية دفعوا اثماناً باهظة لها في المهاجر والملاجئ .
فـــي الختــام يأتي صندوق النقد الدولي بخبرته وامواله جاهزاً هو وغيره عندما يرى أصحاب الشأن في المقدمة وهذه الجاهزية من الصندوق أو البنك الدولي او حتى البنك الأسيوي للبنية التحتية تتهافت على أعمارنا لان الضمانات على المدى البعيد من نفط وغاز يسهل ويوسع عمل المظلة الائتمانية.
[طباعة]