انشقاق الدواعش

حسين علي الحمداني
واحدة من نتائج معركة تحرير الموصل التي قصمت ظهر”داعش” هي إنها زعزعت ثقة “الدواعش” بقدرتهم على مواجهة القوات المسلحة العراقية بجميع صنوفها، وأبرزت بشكل واضح انشقاق هؤلاء الإرهابيين عن بعضهم البعض بعد أيام قلائل من النصر في الموصل وظهر ذلك بوضوح في ما تبقى منهم في تلعفر، وبرز ذلك بشكل أكبر في خلاياهم في ديالى، اذ حدثت فيما بينهم معركة بين من يريد الإستسلام للقوات العراقية وبين الرافض لهذا، هذه النتائج إن دلت على شيء فإنما تدل على حالة اليأس التي وصل لها عناصر هذا التنظيم وهم قد شاهدوا مصير أقرانهم في معارك الموصل بما في ذلك أولئك الذين حاولوا التستر والاختباء مع النازحين أو العوائل التي تم إخلاؤها وتم اكتشاف أمرهم.
ومن خلال المتابعة اليومية لمعركة تحرير الموصل يمكننا القول إن من تمسك بالقتال مع التنظيم الإرهابي هم الأجانب القادمون من دول عرفت بأنها مصدر تجنيد لهذا التنظيم، والقسم الآخر هم ضباط المخابرات والأجهزة الخاصة للنظام السابق، وهؤلاء لا خيار لهم سوى القتال أو الفرار خارج الحدود خاصة وإن هذه العناصر الصدامية تمثل العمود الفقري لقادة التنظيم الإرهابي في العراق، أما القسم الثالث الذي يحاول النجاة في اللحظة الأخيرة فهم أولئك الذين تم تجنيدهم محليا من أبناء المناطق التي سيطر عليها التنظيم الإرهابي وهؤلاء اليوم هم من يحاول الانشقاق عن التنظيم.
لكن حالة الانشقاق هذه لا تبرئ المتورطين والمنخرطين في هذا التنظيم الإرهابي ولكنها ستساهم بشكل كبير في إنهاء تواجده خاصة وإن هنالك معارك أخرى سواء في تلعفر أو الحويجة وهي بكل تأكيد معارك أقل صعوبة من معركة تحرير الموصل بسبب الطبيعة الجغرافية والكثافة السكانية، مضافا لهذا إن معركة تحرير الموصل أصابت معنويات ما تبقى من “داعش” بالانهيار التام في القواطع الأخرى وهو ما يجعلنا نستثمر هذه الحالة في تحقيق انتصارات أخرى بأقل التضحيات في ظل حالة الانهيار التي تسود هؤلاء الإرهابيين الذين فقدوا الكثير من مقاتليهم وأسلحتهم في معركة تحرير الموصل من جهة، ومن جهة ثانية فقدوا معنوياتهم التي تراجعت إلى الحضيض في الأيام الأخيرة التي كانت أيام حسم عراقي.
وهذا ما يجعلنا نطالب القوات المسلحة العراقية بتفعيل جوانب مهمة في الحرب أبرزها بالتأكيد الجانب النفسي الذي من شأنه أن يجهز بالتمام على ما تبقى من معنويات لدى هؤلاء الذين على ما يبدو يعيشون حالة انهيار تامة وقد تكشف الأيام القليلة القادمة حالة استسلام كبيرة من قبل هؤلاء للقوات العراقية إذا ما تمكنوا من ذلك أو حملة إعدامات كبيرة قد يرتكبها التنظيم الإرهابي بحق هؤلاء وفي كلا الحالتين هنالك مؤشرات انهيار ما تبقى لهم من فلول أغلبهم في حالة نفسية تجعلهم في خوف دائم من القادم.