الدواعش يعقدون اجتماعاً في مسقط رأس الزرقاوي لبحث هزيمة الموصل

بغداد – منتدى الإعمار :

لم يكن بمقدور أعضاء في التيار السلفي الجهادي الأردني ممن يناصرون تنظيم داعش قبل سنوات إلا الحديث عن نشوة النصرة، وتكرار شعار التنظيم “باقية وتتمدد”، إلا أن الحال لم يعد كذلك بعد سيطرة الجيش العراقي والحشد الشعبي على مدينة الموصل، أكبر معاقل التنظيم.
ويحمّل أعضاء في التيار (الذي انقسم بين مؤيد لجبهة النصرة وداعش) الطيران والتحالف الدولي مسؤولية “عدم بقاء وتمدد داعش في العراق وسوريا”، من خلال اتباع سياسة الأرض المحروقة، متوقعين أن “تؤول الرقة إلى ما آلت إليه الموصل في فترة زمنية قد تتجاوز السنة بمعركة لن تكون سهلة”.
فعلى بعد 20 كيلومترا من العاصمة الأردنية عمان، اجتمع أعضاء في التيار السلفي الجهادي الأسبوع الماضي على مائدة غداء في إحدى القرى التابعة لمدينة الزرقاء (مسقط رأس أبي مصعب الزرقاوي)؛ ليقدموا مراجعة لأخطاء التنظيم والتيار خلال السنوات الماضية، أبرزها “عدم احتواء الانقسام الداخلي بين التيار الجهادي، والاقتتال بين جبهة النصرة وتنظيم داعش ، معتبرين ذلك من الأخطاء “القاتلة”.
وتقر هذه القيادات -في الجلسة المغلقة التي ضمت عددا محدودا من الصحافيين- “بغياب الحكمة وتحكيم الشرع والعقل، واستباحة الدماء المعصومة في هذا الاقتتال، مع “الإقرار بعجزهم عن التأثير ووقف هذا النزاع”.
بدأت مساعي التيار الجهادي الأردني لرأب الصدع بين جبهة النصرة وتنظيم داعش في عام 2014، عندما توجه القيادي في التيار سعد الحنيطي إلى سوريا، وفي نيسان/ أبريل 2014 مع أسرته بشكل مفاجئ، حاملا مبادرة إصلاح بين “جبهة النصرة” و”تنظيم داعش “، إلا أن الرجل فشل في مهمته، لينشق عن جبهة النصرة التي انتمى إليها، ويبايع تنظيم داعش ، لتسفك الدماء بين الطرفين، وتصل المصالحة إلى طريق مسدود.

يعتبر التيار السلفي الجهادي الأردني من أكبر مصدري المقاتلين لتنظيم داعش منذ عام 2011، ويشير تقرير صدر عن دائرة الأبحاث في الكونغرس الأمريكي حول الأردن في شباط/ فبراير 2017 أن هناك حوالي 4 آلاف أردني انضموا إلى صفوف داعش خلال الفترة 2011 وحتى اليوم في سوريا والعراق، لتكون الأردن ثاني أكبر مصدر للمقاتلين بعد تونس.

وتنتقد القيادات بالتيار الجهادي، في لغة غير مسبوقة، “تعريض تنظيم داعش الأطفال والنساء في أماكن سيطرتهم إلى الخطر وزجهم في معارك التنظيم بسوريا والعراق”.

وفي قراءة لمستقبل التنظيم في سوريا والعراق، توقعت هذه القيادات أن “يخسر تنظيم داعش مدينة الرقة كما خسر الموصل، مع فارق المدة الزمنية”، متوقعين أن “تطول حرب الرقة، مقارنة بمعركة الموصل لأسباب تتعلق باستشراس التنظيم بالدفاع عن عاصمة الخلافة، وتحصين المدينة التي توافد لها مقاتلون من العراق”.

وفي تفسيرهم لسبب اختفاء أعضاء التنظيم في الموصل بعد إعلان القوات العراقية تحرير المدينة بالكامل، قالت هذه القيادات إن “ثلث مقاتلي التنظيم قتلوا في المعركة، بينما توجه قسم منهم إلى سوريا، وقسم آخر ذاب بين الناس؛ بسبب طبيعة التنظيم التي تعتمد على الغطاء السكاني لإخفاء الأعداد الحقيقية للمقاتلين”.

ويتوقع قيادي في التيار الجهادي، ، أن “يعود تنظيم داعش بعد خروجه من الرقة إلى الأسلوب الكلاسيكي في العمل المسلح من خلال هجمات منفردة، بعد زوال مؤسسات داعش التي بناها، بفعل العمل العسكري لفصائل مدعومة من الغرب وقصف طيران التحالف”.

وحول الأخبار الواردة عن مقتل زعيم التنظيم أبي بكر البغدادي، شكك قيادي في التيار الجهادي بصحة هذه الأنباء، مرجعا ذلك “لأسباب شرعية”، تتمثل بضرورة الإعلان عن خليفة جديد، مستذكرا “انتقاد داعش في عام 2015 لحركة طالبان، عندما أخفت خبر مقتل زعيمها الملا محمد عمر، الذي قتل في 2013 لمدة عامين”، مشددا أن “تنظيم داعش لن يقوم بفعل انتقده سابقا لأسباب دينية وشرعية”.

رغم حالة اليقين لدى قيادات في التيار السلفي الجهادي بقرب زوال تنظيم داعش كمؤسسات وهيكلية واضحة قريبا، إلا أنهم “يجزمون أن الفكرة لا تموت، وسيبقى حلم دولة الخلافة باقيا ويتمدد”.