التشيع البديل
نعم هناك عمل جاد ومحاولات جادة لتخليق ( تشيُّع ) بديل ، تشيّع تعمل عليه وكالات مخابرات عالمية وإقليمية ، وتجار شعارات ، ومافيات ابتزاز وتسطيح ، ورجال دين مشعوذون ، وطلاب سلطة بأية وسيلة وبأية طريقة وبأي منهج…إنه التشيع الذي يُضيِّع القرآن بالدعاء ، ويُضيِّع الدعاء الصحيح بالدعاء الباطل…
إنّه التشيّع الذي يضيِّع نهج علي مشعاً بنور المعرفة والعدالة الاجتماعية بعلي الذي حارب الجن ، وعلي الذي حادث الملائكة …
إنه التشيّع الذي ضيّع سلام الحسن وسلاسة منطقه ، وحبّه للجمال بالحسن المظلوم المسموم الهائم المزواج المطلاق…
إنه التشيّع الذي ضيَّع نهج الحسين ، نهجه الإصلاحي لإقامة حكم مدني ، يسترجع حقوق الضعفاء والمساكين ، ويُقيم حكم الشرع الحنيف الى ( حسين ) القامات والزناجيل حيث شج الرؤوس وادماء الأكتاف والظهور ، ( حسين ) الأكل والشرب والسفرة العامرة ! ( حسين ) تعطيل المدارس وقطع الطرقات وتبذير المال وتعطيل الدوام …
إنه التشيّع الذي ضيَّع ( الصحيفة السجادية ) ، ذلك الدعاء الشفاف ، الدعاء الخالي من الغلو والكُفر والشرك العلني والخفي الى دعاء او أدعية ( مفاتيح الجنان ) حيث يتربى العقل الشيعي على ( يا محمد ويا علي اكفيانا فإنكما كافيان).إنّه التشيّع الذي ضيّع ( رسالة الحقوق ) لساجد أهل البيت علي بن الحسين عليه السلام ، حيث حقوق الله والنبي والإمام وحقوق السماء والارض ، حقوق العقل والجسد والروح ، حقوق الولد والوالد ، الحاكم والمحكوم الى ( سجّاد ) البكاء والخضوع والخنوع والهروب من الواقع والمسؤولية !
نظائر هذا كثيرة ، وأمثاله وفيرة ، حيث المعادلة الكلية ، العنوان العريض ، التشيّع من نور الى ظلام ، ومن أهل بيت نبوة ، واعلام هدى وهداية وعطاء الى بيت إثرة ومال وحقوق جسد لا حقوق روح ، وفيما كانت اسماؤهم تُقرن بالعِلم والحوار والبيان والتبيين تُقرن اسماؤهم اليوم بالسم والحزن والهم والغم ، ألا يكفي أن يُروى عن احدهم انه قال ( اعيادنا مآتم )؟
هذا التشيّع الذي أسسه ـ كما يرى أهله ـ محمد رسول الله وشادَ بنيانه على ذلك الأساس علي بعدله والحسن بسلامه والحسين بدمه والسجاد بدعائه والباقر بعلمه والكاظم بنضاله والرضا بحكمته والجواد ببراعة إدارته والهادي بسمة هيبته والعسكري بطول آناته … هذا التشيّع انتقل به تجار المال الحرام ، ومروجو الخرافات ،الى تشيّع النقر والطبول ، الى تشيّع العزاء ما دام هناك ليل ونهار ، إلى تشيع الجكليت الشافي ، والعرق المعافي ، والخرقة الناجية ، والصراخ المعتوه …
كان نهج البلاغة قد ودّع أنفاسه ومات الى الأبد ، وكانت شهامة الحسين لا تساويها ولا تعادلها إلا دماء مسفوحة مصيرها في نهاية المطاف مجاري عامة الناس ، وكان حرص الحسن على دماء الناس تحوّل الى سباب وشتائم من على المنابر ، تتزعمها مافيات مثيرة للشبهات ، تقبض مال دم مسفوك بلا ذنب ولا جريرة ، تعزل الشيعة ، شيعة العالم ، في زوايا مصير أسود ، من موت وقتل وفقر وتشريد ….
نعم …إنه تشيّع جديد ، جديد في الرثاثة والاستهتار بحقوق الحياة والعقيدة ، انه تشيّع جديد، أبطاله مافيات خطيرة ، وأنا بهم عليم..