المرجعية العليا تشدد على التعايش السلمي ونبذ الجدال والانتقاد للآخر

بغداد – الاعمار :
شددت المرجعية الدينية العليا، على على التعايش السلمي والاجتماعي بين الملمين وأبناء الوطن الواحد.
وقال ممثل المرجعية العليا في كربلاء الشيخ عبد المهدي الكربلائي في خطبة الجمعة التلي ألقاها داخل الصحن الحسيني الشريف، ان “المشتركات بين مختلف المذاهب الاسلامية سواء أكانت العقيدة {التوحيد او النبوءة والمعاد} او الدعائم العملية للدين الحنيف من الصلاة والصيام والحج وغيرها بوالرغم من وجود اختلافات بين هنا وهناك تفرض مستو من الانسجام الثقافي والحوار المبني على احترام خصوصيات الاخر بشكل يحفظ العلاقة الوطنية المشتركة بين المنتمين هذا التعدد المذهبي ويصون المصالح العليا للملمين قاطبة خاصة اذا كانوا ضمن البلد الواحد”.
ودعا الى “الترابط القلبي وانبعاث مشاعر العطف والرحمة والتواد التي فرضها الحديث الشريف { مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم: مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو: تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى}، فان هذا الحديث فرض مساحة ومرتبة من التعاطف القلبي المثمر للتحرك الاجتماعي الايجابي نحو الاخر بما يحفظ قوة العلاقة المجتمعية وعدم تغلب مساحة التقطاع والتهاجر على مساحة التواصل والتقارب الاجتماعي الفاعل”.
وأكد الشيخ الكربلائي على “الايمان بان التعدد الديني المذهبي أمر واقع لا مناص منه واقتضته المشيئة الآلهية بقوله تعالى {ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة} فالتعايش السلمي ضرورة تفرضها الواقع وحقائق التاريخ وينبغي معرفة كيفية التعامل الايجابي البناء مع التعددية بما يصون المجتمع المتعدد الانتماءات من الصراع واستخدام العنف والمطلوب التعامل بعقلانية وواقعية وعدالة مع التعددية”.
ولفت الى ان “من حق كل فكر ان يدافع عنه ويحاول اناع الاخرين به باقامة الدليل عليه واتباع الاسلوب العلمي من وجه نظره ولكن من دون المساس بكرامة من يخالفه في الفكر وجرح مشاعره والاساءة لمقدساته بما قد يؤدي الى الاخلال بالتعايش السلمي بين ابناء الوطن الواحد فليس المطلوب ان يكف اهل الحق عن بيان ماهو الحق ورجالاته وما هو الباطل ورجالاته ولكن لابد من اتباع الاسلوب الصحيح في ذلك والابتعاد عما يثير كراهية والبغضاء بين الناس”.
وأوضح ان “من الامور الخطيرة التي أريقت بسببه الكثير من الدماء البريئة هو تكفير الاخر لمجرد المخالفة في بعض القضايا العقائدية وما يتبع ذلك من تأويل للنصوص على غير ما يراد منها خصوصا التي حفظت وصانت المجتمع الاسلامي في دماء ابنائه واعراضهم واموالهم”.
وشدد الشيخ الكربلائي على ان “الوعي لما تفرضه المصالح العليا للمسلمين والمصالح الوطنية العامة هي أهم بكثير من بعض المصالح الضيقة {التي يتصورها البعض انها مصالح للمذهب والطائفة} يستدعي مراعاة الحقوق الثقافية والاقتصادية والاجتماعية للجميع ضمن دائرة حقوق المواطنة التي يتساوى فيها الجميع والتعايش على قاعدة المبادئ والمصالح المشتركة ودرء مفاسد الاختلاف والشقاق المضرة للجميع”.
وأكد ان “ما يزعزع التعايش السلمي كثرة الجدال والانتقاد للآخر في الخطاب والابتعاد عن اسلوب الطرح العلمي ضمن دائرة اصحاب الاختصاص والمسؤولية الاسلامية في البلاغ وحفظ البيان للمطالب الحقة ومن آمن فقد احسن لنفسه ومن لم يؤمن فحسابه على الله تعالى بقوله عز وجل {أنما عليك البلاغ وعلينا الحساب}”.