رئيس الوزراء والتحالف الوطني
محمد السيد محسن*
في اخر مؤتمر صحفي لرئيس مجلس الوزراء الدكتور حيدر العبادي تحدث عن البصرة بعد مصادقة البرلمان العراقي على قانون “البصرة عاصمة العراق الاقتصادية” ، لكنه -رئيس الوزراء- بدأ حديثه عن البصرة بجملة: “حظها العاثر هو الذي جعلها بهذا الوضع”
الامر الذي يثير شهوة الحديث الجدي حول هذه المدينة التي تمد الموازنة الاتحادية بما لا يقل عن 70% بنفطها ومنافذها الحدودية البرية والبحرية .
البصرة مرتبطة منذ عام 2003 بقيادات “شيعية” تابعة للتحالف الوطني حيث توالى على منصب المحافظ فيها كتلة الفضيلة مرتين وحزب الدعوة مرتين ثم المجلس الأعلى والذي مازال ،
ما يؤخذ على السيد رئيس الوزراء انه يعني دائماً بحديثه المؤلم جهة ما ، لكنه لم يسمها كعادته ، حيث قال :”ان البصرة تستحق قيادة أفضل من القيادات التي استلمت سدة القرار فيها” ، وبالتالي فان السيد العبادي يغمز التحالف الوطني ويحمله المسؤولية على ما تؤول اليه احداث البصرة الحالية ، حيث أشار العبادي الى التدافع غير النزيه في المحافظة بين مكوناتها ، خصوصا في تجربة توفير الطاقة الكهربائية ، والحقيقة ان الحديث بات واضحا ومكشوفاً بان قيادات التحالف الوطني الذين أداروا البصرة هم غير مؤهلين لهذا المنصب ولكنها المحاصصة والديمقراطية التوافقية
وفِي هذا المجال فإننا لا ننسى انتخابات مجالس المحافظات التي جرت عام 2009 حينما فاز سلام الحبوبي بالاغلبية الساحقة متجاوزا كل الكتل السياسية مجتمعة لكنهم حينما اجتمعوا بعد الانتخابات ووزعوا المناصب لم يستدع الحبوبي وعين مكانه امال الدين الهر القيادي في حزب الدعوة
المحاصصة والديمقراطية “التوافقية” هي التي شوّهت المشهد الانتخابي في كربلاء
كما لاننسى مدرس اللغة العربية الذي جيء به من لندن كي يصبح محافظ البصرة وذلك هو شلتاغ عبود الذي اطاح به صدريو البصرة . وكان في قرار اقالته انه حمّل المحافظة سيلاً كبيراً من الأخطاء وعدم الخبرة
السؤال هنا : لماذا تعتقد الأحزاب التابعة للتحالف الوطني ان المنصب هو جزء لا يتجزأ من كرامة الحزب او الكتلة ؟ في وقت يجب ان يكون المنصب التنفيذي فرصة لخدمة المحافظة ؟ الجواب هو :ان السياقات التي اتبعت بعد عام 2003 باتت تجعل من المنصب فرصة استفراد بالقيادة وليس خدمة للمواطن ومحافظته
ولا عجب فان التحالف الوطني عجز لمدة طالت أربعة أعوام على إنجاز اتفاق رئيس التحالف الوطني ، فكل حزب متشبث بمرشحه
هذه الأمثلة تعزز فشل التحالف الوطني العراقي وباعتراف السيد رئيس الوزراء على تأسيس نموذج في محافظة البصرة كي يعزز ثقة المواطن بالتحالف لتأسيس نماذج في محافظات اخرى ، الكتلة السياسية التي جربت قيادة محافظة البصرة على مدى اكثر من 13 عاماً ولم تنجح في بناء نموذج ناجح في البصرة هي كتلة ، حسب المواطن البصري يجب ان تترفع عن الترشح لمنصب المحافظ في المستقبل وعليها وان حققت الأغلبية في مجلس المحافظة ، عليها ان تستعين بكفاءات ناجحة وقادرة على النجاح في قيادة محافظة البصرة
لكننا حينما نستدعي تاريخ الكتل والأحزاب المنضوية تحت خيمة التحالف الوطني نصاب بشلل اليأس لانها عودت المواطن على “التصارع ” والاختلاف على مسائل صغيرة حسب ما قال السيد حيدر العبادي في مؤتمره الصحفي الأخير
وأخيراً كنا نطمح ان يدعو السيد حيدر العبادي تحالفه وقادة الأحزاب المنضوية تحته لمراجعة سياساتهم وطموحهم وتدافعهم وعدم نجاح مهماتهم في قيادة محافظة البصرة لان ضبط محافظة البصرة يسهم في الحد الكبير من الفساد في البلاد على اعتبار قدرة المحافظة العالية في تغذية العراق بكلّه بالخيرات والاموال.
*رئيس التحرير