طبقتنا العاملة وتلوث البيئة والحب من طرف واحد

كتب الأكاديمي علي بداي، في صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”:
عندما وصلت بغداد لأول مرة بعد ربع قرن، عام2003 ثم 2008 ، كان حبي للعراق حباً من طرف واحد كالعادة. مع الحب، حملت معي مخططاً لمشروع بيئي متكامل لانتاج الطاقة البيئية النظيفة من الشمس(CSP) وتأسيس قطاع النقل العام البيئي(وهو نتاج جهد مشترك لي مع بروفيسور هولندي مختص وشركة منفذة اسبانية )، وكنا نأمل أن يشغّل نصف مليون من العمال وعدداً كبيراً من الفنيين والمهندسين، ويستثمر صحارى البلاد الخالية ويحولها الى مصدّر للطاقة لبلدان الجوار واوربا خلال خمس سنين، كل ذلك بكلفة لاتزيد على 450 مليون دولار ، وكذلك حملت مشروعاً للبناء البيئي التضامني لفقراء العراق بحيث لايزيد سعر البيت على 10000 دولار…وكان مخططاً لهذا المشروع الثاني أن يلغي البناء العشوائي ومجمعات البؤس نهائياً ويؤسس لقانون الحد الأدنى في البناء الصحي الحديث . بحساباتنا كنا سنخلق قطاعاً جديداً للعمال البيئيين حيث يكون جهد العامل هادفاً الى الحفاظ على بيئة الأرض بدلاً من تدميرها، إضافة الى القيم الإجتماعية التقليدية التي يكسبها العاملون مثل ضبط الوقت والتحكم به، والتضامن، و الشعور باهمية العلم والتعليم والتطور، اي نقيض الرثاثة والهدر والقيم العشائرية الحالية. لم يقلّب المشروعين بجدية أي أحد ، لافي بغداد ولا في أربيل .
بعدها، كلما زرت العراق ونظرت الى البلاد التي تستورد الأبرة والجرة والمدفع والنعال والطائرة والبسطال ورأيت العمال المكرشين الذين تحولوا الى سواق وتاكسياتهم تجوب الشوارع بحثاً عن الركاب نافثة في فضاء العراق الملوث أصلاً أطنان الملوثات …رفعت يدي الى السماء متوسلاً: هلا منحتنا أيتها السماء شرف ونعمة نضوب النفط؟

طبقتنا العاملة وتلوث البيئة والحب من طرف واحد عندما وصلت بغداد لأول مرة بعد ربع قرن، عام2003 ثم 2008 ، كان حبي للعراق …

Posted by ‎علي بداي‎ on Montag, 1. Mai 2017