رئيس الوزراء التركي يؤكد دفاع بلاده عن وحدة العراق

بغداد – الاعمار
أكد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم اليوم الأربعاء، أن بلاده تدافع بشكل مطلق عن سلامة الأراضي العراقية ووحدتها السياسية.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقده يلدريم، في العاصمة أنقرة، مع نظيره العراقي حيدر العبادي الذي يجري زيارة رسمية إلى تركيا.
وقال يلدريم: “نقف إلى جانب إخواننا العراقيين في السراء والضراء ولهذا السبب فإن تركيا هي المدافع المطلق عن الوحدة السياسية ووحدة التراب الوطني للعراق”.
وأضاف: “وقفنا دائمًا وبدون تردد إلى جانب العراق في مواجهة أصغر التطورات التي من شأنها المساس بوحدته وسنواصل الوقوف إلى جانبه”.
وأشار رئيس الوزراء التركي إلى أن بلاده ستقدم الدعم اللازم للحكومة العراقية، مبيناً أن الهدف من ذلك “أن يرجع الإداريين(باقليم شمال العراق) الذين اتخذوا قرار الاستفتاء إلى الحكمة والدستور العراقي”.
وشدد على وقوف بلاده إلى جانب الحكومة العراقية في مسألة اتخاذ كافة التدابير اللازمة بغية منع إدارة إقليم شمال البلاد من جر نفسها والعراق إلى مشاكل جديدة.
وقال يلدريم: “إن صلاحية إدارة وتشغيل المعابر الحدودية تعود للحكومة المركزية بحسب الدستور العراقي، وفي هذا السياق سنقدم الدعم اللازم لبغداد فيما يتعلق بانتقال إدارة معبر إبراهيم الخليل (الخابور على الجانب التركي) لها”.
وأردف “نرغب بالعمل بشكل وثيق مع العراق لزيادة حجم التبادل التجاري، وكذلك زيادة الاستثمارات المتبادلة لتحقيق الإعمار والرفاهية للبلدين، ولذلك اتفقنا (مع العبادي) على عقد اجتماع وزاري مشترك في تركيا بأقرب وقت”.

وفيما يخص فرض القوات العراقية الأمن في كركوك(شمال) والمناطق المتنازع عليها مؤخرا، قال يلدريم “نعتقد أنه من الأهمية استعادة محافظة كركوك وإقامة نظام أمني وإداري فيها يتناسب مع البنية العرقية الموجودة منذ مئات السنين”.
وأشار إلى أن الاستفتاء الباطل الذي أجرته إدارة إقليم شمال العراق في 25 أيلول/ سبتمبر الماضي، رغم تحذيرات الحكومة المركزية العراقية، وإيران وتركيا وكل المجتمع الدولي تقريبا، لم يتم الاعتراف به ولم يرى قبولا أبدا.
وأضاف “قد تبين مرة أخرى أن المشاكل لن تحل عبر فرض أمر واقع من طرف واحد”.
وأشاد يلدريم بالخطوات التي اتخذتها الحكومة العراقية وموقفها الحازم برئاسة العبادي، عقب الاستفتاء الباطل لتعزيز السلطات الاتحادية في البلاد، مؤكدا وقوف تركيا إلى جانب الحكومة العراقية في هذا الصدد.
وأضاف “إن أكبر أملنا هو أن يعيش العرب، والتركمان، والأكراد والآشوريين والإيزيديين وباقي المكونات الأثنية الأخرى معا في سلام”.
وقال “إن تركيا اتخذت بعض التدابير على مراحل (ضد إدارة الإقليم) تلبية لدعوة أشقائنا العراقيين عقب الاستفتاء الباطل، وسنتخذ كافة التدابير الضرورية سويا مع العراق”.
وأوضح يلدريم أن تركيا عندما اتخذت التدابير ضد إدارة إقليم شمال العراق، أخذت بعين الاعتبار أن الناس الأبرياء ليسوا مسؤولين عن الاستفتاء الباطل، ولذلك أبدت حساسية كبيرة لعدم دفع سكان الإقليم ثمن الاستفتاء.
وهنأ يلدريم العبادي على الانتصارات التي تحققت في محاربة تنظيم “داعش” الإرهابي، والخطوات الحازمة لتحقيق وحدة الأراضي العراقية عقب الاستفتاء.
وبيّن أن تركيا والعراق سيكثفان جهودهما لتعزيز العلاقات الثقافية، وتقديم الدعم لإعادة إعمار العديد من المناطق التي تدمرت جراء الإرهاب، وفي مقدمتها الموصل وكركوك.
وشدد يلدريم على عزم بلاده العمل مع الحكومة المركزية العراقية في مسألة نقل النفط الخام عبر أنابيب نقل النفط.
وفي وقت سابق اليوم الأربعاء، وصل العبادي على رأس وفد رفيع إلى أنقرة في زيارة رسمية لم يعلن عن مدتها.
وتصاعد التوتر بين بغداد وأربيل، عقب إجراء إقليم شمال العراق استفتاء الانفصال الباطل في 25 سبتمبر/أيلول الماضي، الذي تؤكد الحكومة العراقية أنه غير دستوري، وترفض التعامل مع نتائجه.