معركتنا القادمة

حسين علي الحمداني
لم ينته بعد عام 2017 الحافل بكل شيء في تاريخ العراق المعاصر،هذا العام شهد حتى الآن نهاية تنظيم”داعش” في العراق أي نهاية الحرب العالمية (الثالثة) –إن صح التعبير- هذه الحرب التي كانت أرض العراق وسوريا مسرحا رئيسيا لها وهنالك أراض أخرى في دول قريبة وبعيدة شهدت من الإرهاب ما جعلها تشكل تحالفا دوليا تجاوز الخمسين دولة من أجل التصدي لهذا الفكر المتطرف الذي عاث فسادا في الأرض.
ونحن في العراق الآن تجاوزنا مرحلة “داعش” ومرحلة تقسيم العراق التي راهن عليها البعض طوال السنوات الماضية ولا نبالغ إن قلنا إن مشروع صناعة الفدراليات في العراق بات غير مقبول شعبيا ولا يمكن له أن يشكل(نغمة)طالما راهن البعض عليها وظل يرددها بين الحين والآخر.
بتجاوزنا هاتين المرحلتين الحرب على الإرهاب والحفاظ على وحدة العراق نكون قد أسسنا بالفعل لنظام سياسي عراقي جديد من شأنه أن يستثمر ما تحقق في بناء مجتمع المواطنة داخليا، والابتعاد عن سياسة المحاور خارجيا وعدم زج العراق في صراعات إقليمية ودولية خاصة وإننا نحتاج للسلام والأمن والاستقرار واستثمار موارد البلد في إحداث تنمية شاملة من شأنها أن ترتقي بمستوى الخدمات والبنى التحتية التي يحتاجها المواطن العراقي سواء في الريف أو المدينة. وهذه مهمة ليست سهلة لأنها تتطلب معركة من نوع خاص بدأت ملامحها تظهر وستجد دعما شعبيا كبيرا إذا توجهت الحكومة صوب ميدان هذه المعركة التي سيكون طرفها الشعب العراقي والحكومة والطرف الثاني شبكة الفساد التي سرقت أموال الشعب على مدار السنوات الماضية، وهذه الحرب ستجد كما اشرنا دعما كبيرا من الشعب العراقي والمرجعية الدينية والمجتمع الدولي الذي ينظر للعراق الآن على إنه أرض خصبة للاستثمارات أولا،وثانيا لتقديم ما يمكن تقديمه من دول العالم من دعم في إعمار المدن العراقية،وهذا الدعم الدولي يحتاج لنزاهة وحسن تصرف وقبل هذا وذاك ثقة الدول المانحة والمتبرعة بالسياسي العراقي وكيفية إدارة هذه ألأموال لصالح التنمية في هذا البلد ،الذي يحتاج لبنى تحتية تمتد من تبليط الشوارع لبناء المدارس والمستشفيات والقضاء على البطالة وغيرها من الأمور التي يطيل شرحها.وهذه الثقة تحتاج أولا أن تبدأ الحكومة العراقية بفتح ملفات الفساد الموجودة أصلا والتقصي فيها بموجب القوانين العراقية.
وهذا ما يعني لنا إن معركتنا القادمة ستكون مع الفساد ومن يحاول أن يجعل منه سلما للوصول لغايات ومنافع شخصية وهي حرب كما قلنا ليست سهلة وتتطلب شجاعة كبيرة يمتزج فيها القرار السياسي الشجاع مع قوة القانون والقضاء العراقي مضافا لذلك كله أن يستثمر العراق علاقاته الإقليمية والدولية في ملاحقة ألأموال العراقية المسروقة ومحاسبة الفاسدين خاصة وإن أغلب هذه الأموال في بنوك إقليمية وعالمية معروفة للحكومة العراقية والقضاء وأيضا معروفة من قبل الدول الأخرى.