شركات أمن أمريكية تتاجر بالبشر والكحول غربي العراق

بغداد – الإعمار
كشف تقرير صحفي أمريكي أن شركات أمنية أمريكية تعمل إلى جانب الحكومة الأمريكية وقواتها في العراق، خرقت القوانين العراقية ونفذت عمليات سرقة وتجارة بالبشر وتهريب للكحول، فضلاً عن انتهاكات أخرى تتعلق بقيام تلك الشركات بإطلاق النار، وقتل العديد من العراقيين.
ونقلت وكالة أنباء “الأسوشيتد برس”، إن هناك 100 وثيقة، بالإضافة إلى مقابلات مع عاملين في تلك الشركات تثبت صحة تلك الادعاءات، والتي إن ثبتت فإنها تصل إلى حد خرق تلك الشركات للعقد المبرم بينها وبين وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، وهو ما كان يستدعي من الوزارة فسخ العقد، واتخاذ الإجراءات القانونية بحق تلك الشركات، إلا أن الوزارة حفظت تلك المعلومات.
إحدى الشركات المتهمة، واسمها “سالي بورت” العالمية، كانت قد حصلت على عقد بقيمة 700 مليون دولار لحماية قاعدة “بلد” الجوية في العام 2014، عندما بدأت الولايات المتحدة حملتها العسكرية على تنظيم الدولة، وكانت مهمة الشركة الأمنية توفير الحماية لمراكز إيواء طائرات إف 16 التابعة للقوات العراقية التي اشترتها بغداد من واشنطن، بالإضافة إلى تقديم الدعم اللازم لتشغيل القاعدة الجوية.
كما تبين الوثائق التي تم الحصول عليها تهريب تلك الشركة كميات كبيرة من الكحول إلى القاعدة، على الرغم من حظر ذلك، حيث شوهد العديد من موظفي الشركة وهم في حالة “ثمالة” على مدرج تفريغ حمولة الطائرات.
الكحول كانت تهرب في قناني المياه، وظهر العديد من موظفي الشركة في احتفال عيد الميلاد وهم في حالة سكر شديد.
الأكثر من ذلك- وفقاً لتحقيق الوكالة الأمريكية- فإنه ثبت أن العديد من موظفي الشركة الأمريكية في العراق جلبوا مومسات إثيوبيات لممارسة الجنس، بحجة أنهن منظفات في القاعدة الجوية.
وأضاف التقرير أن المشكلة امتدت إلى المقر الرئيسي في الشركة في مدينة ريستون في ولاية فرجينيا، حيث قال عدد من المحققين وموظفون سابقون في الشركة، إن ما كشفوا عنه لم تكتشفه الحكومة الأمريكية التي منحت عقد تأمين القاعدة بمبلغ 686 مليون دولار للشركة حتى بداية هذا العام، بعد أن بدأ مدقق الحسابات يطرح الأسئلة حول الموضوع.
وتابع التقرير أن “موظفي خط الطيران الذين كانوا يوجهون الطائرات على المدارج ومعالجة البضائع كانوا ينفذون عملهم وهم في حالة سكر شديد، وكانت الخمور تأتيهم مهربة في الطائرات، حيث إنه كانت الطائرات تحمَّل بأكياس فارغة على الرحلات ذهاباً وإياباً إلى بغداد لتعود محملة بزجاجات المياه المليئة بالكحول لتجنب التفتيش الأمني”.