الحياة بعد داعش.. الأمل يعود لأهالي الموصل رغم فظائع داعش
بغداد – الاعمار
يعتبر التدخين خطيئة كبيرة تحت تفسير تنظيم داعش الارهابي الوحشي للشريعة الإسلامية، والموت هو العقاب، أو الجلد لكل من يعصي أوامر عناصر التنظيم.
تم القبض على أحمد ياسر لأنه يدخن في تلكيف، وهي بلدة تقع على مشارف الموصل الشمالية، وبعد العثور على “علبة سجائر” في جيبه أثناء عملية التفتيش، قاموا بضربه وأصيب بجروح شديدة وحُبس في سجن إلى جانب 120 آخرين.
كان بعض السجناء من المدخنين، وكان آخرون يشربون الكحول، وبعضهم سُجنوا بسبب تسريحة الشعر، أو بسبب ارتدائهم بنطلون جينز.
يقول ياسر لصحيفة الاندبندنت البريطانية، “لم أستطع التفكير في أي شيء آخر غير الموت. لم يكن الامر يتعلق بالتنفيذ، فكرنا اننا سوف ندفن بتفجير السجن بنا”.
وفي اليوم الحادي عشر، نقل هو وزملاؤه إلى إحدى المزارع، وكان من المتوقع أن يتم تنفيذ الاعدام بحقهم. يقول ياسر: “اعتقدت، انتهى امري. وبدأت اصلي من أجل عائلتي، ومن أجل نفسي. ولكن لحسن حظي أصابت الرصاصة يدي اليمنى بدل رأسي، وكنت معصوب العينين”.
عندما تم طرد داعش كان أول ما فعله ياسر هو التدخين.
وتبذل الحكومة العراقية جهودًا لإعادة بناء حياة المدنيين، بما في ذلك المياه والصرف الصحي والغذاء والرعاية الصحية النفسية لمساعدتهم للتغلب على الصدمة التي شهدتها السنوات الثلاث الماضية.
تقول هدية، البالغة من العمر 56 عاما، لعمال الإغاثة: “كل يوم كنا نشم الخوف والموت”.
تقول هدية، البالغة من العمر 56 عاما، لعمال الإغاثة: “كل يوم كنا نشم الخوف والموت”.
وتوفي ثلاثة من أبناء “هدية” خلال احتلال داعش لتلكيف، شمال الموصل.
وأبناؤها الثلاثة ماتوا جميعا، بمن فيهم من رمى نفسه على داعشي على وشك إطلاق النار عليه، واثنان كانوا في الشرطة واعتقلهم عناصر داعش واعدمهم.
وفي أحد المراكز الصحية كان الأطباء يفرزون اللقاحات والمعدات المتضررة وإصلاح أضرار الصواريخ.
وقالت مديرة جمعية خيرية تدعى انيتا سارنا، ان المدنيين الذين بقوا في منازلهم خلال القتال عانوا من نقص شديد في الغذاء والوقود.
واضافت، إن بعض السكان تم تشخيص حالتهم بسوء التغذية.
وقالت سارنا “نحن نستعد لقتال مكثف في البلدة القديمة حيث قُطعت طرق الإمداد بالفعل”. “نتوقع أن يخرج الناس بنوع من سوء التغذية. الغذاء والماء والصحة والطب – الاحتياجات الأساسية ستكون أكثر وأكثر شدة”.
وتقوم الفرق النفسية التابعة للجمعية بتنظيم دورات للصحة العقلية للسكان المصابين بصدمات نفسية، الذين شهدوا القتال والقصف والفظائع التي ارتكبها داعش.
وبما أن القرى لا تزال ملوثة بعبوات غير منفجرة زرعها عناصر داعش لإبطاء تقدم القوات العراقية، فإن الخوف مستمر.
وقالت سارنا “في شرق الموصل، نرى الكثير من الإصابات لأن الناس بمجرد أن يلمسوا شيئًا ينفجر”.
ولكن وسط هذا الحطام، بدأ الأمل في الازدهار.
ويعتقد الدكتور يونس محمود الخفاجي، الذي أقام في تلكيف طوال احتلال داعش، أن العراقيين قادرون على صياغة مستقبل جديد.
وقال “اريد ان اصدق انني سأرى بعيوني دولة مزدهرة يعيش فيها اصدقائي الشيعة والسنة والمسيحيون في وئام كما فعلنا قبل وصول داعش. البعض يقول إن العراقيين لن يعرفوا أي مستقبل آخر غير الحرب، ولكن أنا أرى غير ذلك”.
*ترجمة الإعمار