مشاريع الاستثمار أملنا
يعقوب يوسف جبر
تشكل الآثار السلبية التي خلفها الإرهاب خاصة في المناطق المحررة هاجسا لدى مواطني تلكم المناطق، وكذلك لدى كل الخيرين في العراق، لكن رغم ثقل هذه النكبة التي مرت بالبلاد فهم ينظرون بعين التفاؤل للحكومة العراقية لإيجاد الحلول المناسبة لإعمار ليس فقط المناطق التي تضررت جراء الإرهاب، بل جميع مدن العراق، ومن المؤمل أن يشهد العراق نهضة تنموية في ميادين الإعمار كافة ، عبر تشجيع الاستثمار الأجنبي، ويعد مؤتمر المانحين المنعقد في الكويت نقطة البداية، للانطلاق نحو حاضر ومستقبل وطني مزدهر، ومن البديهي أن مشاريع التنمية عبر الاستثمار تعد منعطفا إيجابيا في العراق، فقد دقت ساعة البناء، وحان دور الحكومة تعضدها الدولة بكل مؤسساتها، لإيجاد المناخ الملائم لتحقيق نهضة عمرانية شاملة ومتكاملة ، على الصعد كافة ، ويقينا أن الحكومة برئاسة الدكتور العبادي لو نجحت في تهيئة فرص الاستثمار الأجنبي وتمكين الشركات الاستثمارية من تحقيق ذلك، فإن ذلك سيجدد الأمل في نفس كل مواطن عراقي بغض النظر عن انتمائه، من ناحية ثانية لو افترضنا أن الشركات الاستثمارية الأجنبية أولت عناية خاصة لمؤتمر المانحين، واتفقت على وضع ستراتيجية متكاملة في البناء والإعمار عبر الاستثمار، فإن هذا المسعى سيكون بمثابة المنطلق نحو أفق التنمية الشاملة، فالعراق بحاجة ماسة للدعم الدولي، خاصة على الصعيد الهندسي والفني والمالي وليس فقط السياسي، وأنه كشعب ودولة كان السباق قبل غيره من الشعوب والدول في مكافحة أعتى هجمة بربرية إرهابية شهدها العراق خلال السنوات الفائتة، فالمجاميع الإرهابية بعد هيمنتها على مدن العراق الغربية كانت تخطط للتمدد باتجاه الهيمنة على مدن العراق كافة، ولو افترضنا انها تمكنت من التوسع فإنها لن تكتفي؛ بل إن مشروعها سيشمل دول المنطقة بما فيها دول الخليج العربي، لكن بفضل أداء وحنكة حكومة الدكتور العبادي وتضحيات قوات الجيش والشرطة والحشد تم دحر الإرهاب الهمجي، أفلا يستحق العراق بعد خوضه لحرب الدفاع عن الكرامة الإنسانية التثمين والدعم والمكافأة ؟
إن تصدي العراق شعبا وحكومة ودولة للإرهاب ومواجهته بكل الوسائل والسبل حقق مكاسب ليست فقط وطنية بل إقليمية ودولية، ولولا هذا التصدي لتخطى الإرهاب الحدود القومية لدول المنطقة ودول العالم أجمع، ولكان بمثابة خطر داهم يهدد الأمن الدولي، لذلك وبعد الانتصار الساحق على الإرهاب الداعشي خاصة في العراق بواسطة (القوة الغليظة ) ، لتبدأ المرحلة الثانية في اقتلاع جذور الإرهاب باستخدام القوة الناعمة(الإعمار والبناء) لأن من ضمن خطط وأهداف الإرهاب التخريب والتدمير، وأوضح الأدلة على ذلك ما قامت به التنظيمات الإرهابية من عمليات طالت مدننا العراقية الغربية، بدعم من جهات مأجورة محلية محرضة، ومن المتيقن أن هنالك جهات مسعورة، تحاول أن تشوه الصورة الناصعة لجميع الأنشطة والمساعي المحلية والإقليمية والدولية؛ الهادفة إلى بناء ما خلفه الإرهاب من دمار، فمرة تصف مؤتمر المانحين المنعقد في الكويت بأنه مجرد اجتماع بين ممثلي دول وشركات أجنبية، لتدارس مدى إمكانية الاستثمار في العراق، وأن هذا المؤتمر لن يحقق النجاح المنشود والمؤمل، لكن العكس هو الصحيح، فالحكومة العراقية تملك الضمانات الكافية، لإقناع الدول والشركات المستثمرة، بضرورة الاستثمار في العراق، وأن البيئة الأمنية قد تحسنت كثيرا، كما أن الحكومة العراقية جادة في تمهيد الطريق أمام جميع المستثمرين المشتركين في هذا المؤتمر، لأن هدفها الأول والأخير هو قيام نهضة عمرانية متطورة في العراق، تنتشله من معاناته التي تسبب بها الإرهاب بكل اتجاهاته.